نشرت حركة النهضة بيانا بمناسبة الذكرى 59 لإعلان الإستقلال داعية من خلاله الجميع إلى الإنخراط في الحرب على الارهاب في صف وطني موحد لا ينثني : في ما يلي بيان حركة النهضة يحيي الشعب التونسي بكامل الفخر وعظيم الإعتزاز الذكرى 59 لإعلان الإستقلال الذي كان فاتحة بناء الدولة الوطنية الحديثة التي حققت لشعبنا مكاسب جمة ولكنها انتهت مع نظام المخلوع إلى حكم مافيوزي ودكتاتورية مقيتة لم يلبث شعبنا الأبي أن لفظها وأنهى استبدادها، فكانت ثورة 17ديسمبر/ 14 جانفي، ثورة الحرية والكرامة، الرد الطبيعي على الظلم والفقر والبطالة والتهميش ويحيي شعبنا هذه الذكرى المجيدة، والجمهورية الثانية تبني أركانها، والإنتقال الديمقراطي يثبت مساره وخيار التوافق يتخطى مصاعبه ومكاسب الحرية والديمقراطية تترسخ في العيان والأذهان، يشهد على ذلك دستور توافقي عظيم وانتخابات حرة متواترة وتداول المتنافسين على السلطة بسلمية عز نظيرها. ولكن شعبنا يحيي ذكرى الإستقلال هذه السنة على وقع جريمة إرهابية جبانة استهدفت التونسيين في رمز سيادتهم، مجلس نواب الشعب، وفي ذاكرتهم الحضارية، وفي السياحة العصب الرئيسي لاقتصادهم، كما استهدفت سياحا آمنين دماؤهم معصومة بالإسلام باعتبارهم مستأمنين دخلوا بلادنا ضيوفا لم تكن جرائم الإرهابيين مجرد اعتداءات لقد كانت دائماً استهدافا للدولة ومحاولات للتدمير، تدمير معنويات جنودنا وأمنيينا وتدمير معنويات شعبنا والإرهاب نفسه، فكرا وخطابا، محاولة لتدمير الصورة الحقيقية للإسلام، دين الرحمة والوسطية والإعتدال واعتداء متحف باردو محاولة لتدمير اقتصادنا وهو أيضا محاولة لتدمير تجربتنا الديمقراطية الناشئة والناجحة رغم فظاعة الإرهاب ومحاولاته التدميرية فإن شعبنا يحيي ذكرى الإستقلال هذا العام في شموخ العزيز المنتصر الذي أسقط منذ أربع سنوات خلت واحدة من أعتى الدكتاتوريات وأسقط معها الخوف وكله عزم على هزم عصابات القتل والإجرام التي لن تنجح في كسر إرادة شعبنا وهي التي تتخبط اليوم في يأسها من استيطان تربة تونس الطيبة لأن شعبنا يرفض هذه العصابات وفكرها ولأن أجهزتنا العسكرية والأمنية تلاحقها وتحقق نجاحات كبيرة في مقاومتها إن حركة النهضة إذ تشارك شعبها إحياء ذكرى الإستقلال فإنها تؤكد انخراطها الكامل في بناء الجمهورية الثانية، جمهورية الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية التي تثمن مكاسب الإستقلال وترسخها، وتقوي بناءه بمكاسب الثورة وتتصدى للمخاطر التي تهدده وعلى رأسها خطر الإرهاب المتربص بالجميع، وحركتنا منخرطة بالكامل، وتدعو الجميع إلى الإنخراط في الحرب على هذه الآفة في صف وطني موحد لا ينثني، بعيدا عن التجاذبات ودون توظيف سياسي من هذا الطرف أو من ذاك إن حماية استقلال تونس تقتضي مواجهة التحديات والمخاطر الماثلة أمامنا بإرادة جماعية، شعبا ودولة، أحزابا ومجتمعا مدنيا، وتصميم على المضي قدما في استكمال بنائنا الديمقراطي وتمتين وحدتنا الوطنية وتحقيق أمننا والتسريع في تنفيذ برامج التنمية واستعادة ثقافة العمل وقيمة الواجب فعلى أعتاب وحدتنا تتحطم كل مشاريع الجهل والتخريب والإرهاب وفي أكناف جمهوريتنا يتوثق استقلالنا ونحقق تنميتنا ونبني مستقبل شعبنا ومجده