بمفرداتها الفرنكوفونية ومخارج حروفها الصعبة، ألهمت اللهجة التونسية شاباً سورياً بأن يصور فيديوهات ظريفة تشرح معاني بعض الكلمات التونسية، فأسر بغير قصد قلوب التونسيين بعدما نالت مقاطعه على موقع فيسبوك إقبالاً واستحساناً شعبياً ناهز المليون مشاهدة في أقل من شهر. يدعى الشاب العشريني أغيد، وكأهل الشام والخليج، شكلت اللهجة التونسية لغزاً بالنسبة له، فحاول أن يفك طلاسمها بفيديوهات على صفحته الشخصية على فيسبوك، مستقطباً آلاف المعجبين من الجمهور التونسي والعربي على حد سواء. في حديث ل “هافينغتون بوست عربي”، قال أغيد أنه لم يزر تونس قط، بل تعلم اللهجة التونسية من أصدقائه في قطر، حيث كان يعمل في قناة “الجزيرة للأطفال”، فشدته طريقة الحديث وصعوبتها في نفس الوقت. الطريف في الأمر أن أغيد تعلّم اللهجة وتمكن منها دون أن يزور تونس، علماً أنه حاول زيارتها، لكن السلطات رفضت منحه التأشيرة. وبعد أن نال الفيديو استحسان الجمهور، تقدم من جديد بطلب تأشيرة زيارة فحصل عليها ليزور تونس “الخضراء” منذ نحو أسبوعين، فصوّر هناك فيديو ثانياً باللهجة التونسية من قلب العاصمة ومن شارع الحبيب بورقيبة تحديداً. يوضح أغيد أنه فوجئ بحجم الحب والترحاب الذي وجده من التونسيين منذ أن وطأت قدماه المطار، وأضاف “لم أكن أعتقد أن الفيديو الذي سجلته بشكل مازح سينال كل هذا القدر من الاهتمام والإعجاب، وأن يعرفني الجمهور التونسي ويغمرني بكل هذا اللطف والاهتمام”.
بدأ أغيد أولى محطاته الإعلامية في قناة “الجزيرة للأطفال”، لكن التجربة لم تستمر وانتقل لدراسة الطب في تركيا، حيث دفعه حبه للكاميرا والأضواء لمخاطبة الجمهور من جديد ولكن عبر الشبكات الاجتماعية، وتحديداً سناب تشات وإنستغرام وفيسبوك. وعن الأسباب التي جعلته يدخل عالم وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ويتخلى عن التلفزيون، قال “أعتقد أن الثورة التي أحدثتها الشبكات الاجتماعية من خلال توجهها لجمهور عريض، دون الحاجة لوساطة وسائل الإعلام التقليدية، أثبتت مدى قدرتها على التأثير والانتشار في نفس الوقت. بل ومخاطبة جمهور متنوع الثقافات والجنسيات بتغريدة أو تدوينة واحدة أو فيديو ومعرفة ردود فعلهم مباشرة". أما المواضيع التي يركز عليها من خلال الفيديوهات، فأوضح أغيد أنه يتطرق لمشاغل الشباب اليومية والعلاقات الاجتماعية في كل البلدان العربية بلا استثناء، دون أن ينسى التطرق في بعض الفيديوهات لمآسي بلده سوريا. الشاب العشريني كشف أيضاً أنه تلقى انتقادات واسعة للمضمون الذي يقدمه على أنه "كوميدي وهزلي لا يحترم مشاعر أبناء بلدي من السوريين ولا ينقل قصصهم ومعاناتهم للجماهير العربية، لكن تلك الاتهامات غير صحيحة إطلاقاً، وقضية بلدي في أولويات ما أنشره”.