إنّ الاتحاد العام التونسي للشغل وهو يتلقّى بحزن وأسى فاجعة رحيل الشاعر الوطني الثائر المنحاز مطلقا إلى قضايا شعبه وإلى الحرية والعدالة والكرامة، محمد الصغير اولاد احمد ،فإنّه يعزّي بإكبار عائلة المناضل وكافّة الشعب التونسي الذي فقد صرحا شعريا وثقافيا من صروحه. فبرحيل أولاد أحمد تفقد تونس جزأ عزيزا منها،يرقى فقده إلى فقد الشابّي و الحدّاد والدّوعاجي ومختار اللغماني والفاضل بن عاشور وعلي بن عيّاد ومنور صمادح.. وقافلة من المفكّرين ومن المبدعين الذين أحبّوا "البلاد كما لم يحبّ البلاد أحد"، ولكنّ التاريخ خلّدهم جميعا بأفكارهم وكلماتهم وأشعارهم وجرأتهم وصراحتهم وصرامة مواقفهم وصلابتهم في مقاومة الظلم والاستبداد. وبرحيل أولاد أحمد يفقد الاتحاد العام التونسي للشّغل نصيرا آمن بلا تحفّظ بقيم حشّاد وتبنّى مبادئه ودافع عن منظّمته وسُجن بسببها وقال فيها شعرا يسجّل ما تعرّض له النقابيون من قهر واعتقال وطرد وصوّر صمودهم وهم يتحدّون التعذيب بالعزيمة ويواجهون العسْف بالتضحيات ويزعزعون بالأمل الأرض تحت أقدام الطغاة، فإخوانه النقابيون " إذا هتفوا دنا المشوار و الهدف.. و نور الفجر يغمر(ه) و هذا الليل منصرف و إخوان(ه) إذا وقفوا هوى « الشرفاء» و الشرف.." ذاك هو الشاعر الوطني الذي أغنى جريدة الشعب وملحق مناراتها بأجمل الأشعار وأعمق الكتابات عندما ضاقت عليه الفضاأت وحوصر قلمه. إنّ الاتحاد العام التونسي للشّغل وهو ينعى الفقيد العزيز، يجدّد تعازيه للعائلة وإلى الشعب التونسي ويسأل الله أن يتغمّد الرّاحل بواسع رحمته.