تونس-الشروق اون لاين -عبد الرؤوف بالي مثلت حكومة الوحدة الوطنية الشغل الشاغل للساحة السياسية برمتها في الاونة الاخيرة لكن مواقف الرباعي الحاكم ظلت غامضة باستثناء بعض التلميحات التي رافقت عددا من التصريحات اليوم سليم الرياحي يقيم مسار تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية وشروط المشاركة في تركيبة الحكومة القادمة في هذا الحوار: يبدو ان إجتماع الأحزاب الداعمة لحكومة الوحدة الوطنية و المنظمتين الشغيلتين برئاسة الدولة الليلة سيكون حاسما في المصادقة على وثيقة المبادرة التي برزت ملامحها، ما رأيكم في تقدم المشاورات حول المبادرة ، و ما تقييمكم لها ؟ هناك عديد النقاط المهمة في الوثيقة تستدعي التوضيح حتى تكون المبادرة واضحة المعالم و البرامج و حتى نوفر لها كل ظروف النجاح ، اهم هذه النقاط هي الإتفاق على "الهدنة الإجتماعية" ، و هي عامل مهم من عوامل الإستقرار التي نطمح الى تحقيقه قبل تشكيل الحكومة القادمة . فاتحاد الشغل مثل عمودا مهما من أعمدة المفاوضات حول حكومة الوحدة الوطنية إلا أن التزاماته اقتصرت في الوثيقة على تحقيق " الإستقرار الإجتماعي" في الفترة القادمة و هو التزام يبقى غير محدد و لفض مطلق ، كان من المفروض الحسم في متطلبات و آليات و فترة "الهدنة الإجتماعية" مع المنظمة الشغيلة في خضم المبادرة حتى يتسنى لرئيس الحكومة القادم التوقيع على هذا الإتفاق لأنه عامل مهم جدا لنجاح حكومته ، و سنثير هذه النقطة المهمة خلال لقاء الليلة برئاسة الجمهورية اجمالا، المبادرة تمت بلورتها عن طريق لجنة متكونة من الأحزاب الداعمة لمبادرة رئيس الجمهورية ، و هي تنقسم إلى ثلاث محاور كبرى يجب الإجماع حولها : أولا أولويات حكومة الوحدة الوطنية و الخطوط العريضة لبرنامجها خلال الفترة القادمة ، ثانيا شكلها و هيكلتها و الملامح الكبرى و أخيرا رئيس الحكومة و التشكيلة المرافقة له و التي لها من الكفاءة و القدرة الكافيتين لتنفيذ البرامج و الأهداف المرسومة لها . لهذا برأيي لا بد من الإتفاق حول كل هذه النقاط معا حتى لا تجد الحكومة القادمة نفس مصير سابقتها . حكومة الصيد أيضا كان لها برنامج و قدر لها الفشل ألا ترون أن هذا قد يتكرر ؟ هذا ما يجب تلافيه هذه المرة ، لذلك أشدد أن كل عناصر حكومة الوحدة الوطنية يجب ان يتم التوافق حولها كاملة و المصادقة عليها برمتها من جميع الأطراف الداعمة لها ، و تلافي كل الاخطاء السابقة ، صحيح أن حكومة الصيد كان لها برنامج واضح الا أنه لم يتم تطبيقه ، عديد العوامل الأخرى أيضا كنت ذكرتها سابقا ساهمت في عدم تحقيق المطلوب ، كما أن المحاصصة و عدم التناغم بين الفريق الحكومي و اخفاق بعض الوزراء في حقائب حساسة أدت أيضا إلى هذه النتيجة . ما هي مواصفات مرشحكم لرئاسة الحكومة ؟ ليس مرشحنا بقدر ما هو الشخص المناسب ، عديد الخصال يجب أن تتوفر في رئيس الحكومة الجديد حتى ندعمه ، أهمها أن يكون وليد انتخابات 2014، و سياسيا بامتياز حتى يتمتع بالدعم السياسي والشعبي الكافيين لجعله يقوم بالإصلاحات اللازمة و قادرا على اتخاذ القرارات الصعبة و الحاسمة دون تردد ، و هذه الشروط تنسحب أيضا على كل التشكيلة الحكومية . إن لم تستجب المبادرة إلى مطالبكم ، هل ستستمرون في دعم الحكومة و التواجد بها في هذه الحالة ؟ نحن أول من دعم هذه المبادرة ، كان ذلك من منطلق حسنا بصعوبة الوضع و ضرورة التصحيح و المضي الى الأمام ، مثلما كنا أيضا أول من وضع إصبعه على الداء و أول من انتقد مواطن الخلل في الحكومة الحالية ، لهذا فحكومة الوحدة الوطنية الجديدة يجب أن تكون مدروسة و تتوفر بها منذ الأن نسبة هامة من مقومات النجاح ، من هذا المنطلق وفي ضل ضيق أفق الاختيارات المطروحة و التجاذبات الكبيرة ،سنتمسك برؤيتنا و مطالبنا و سندافع عنها ، و ان لم يتسنى لنا ذلك، سنكون عندها أكبر قوة إقتراح و رقابة لها و لعملها . لأنه في رأيي الشخصي لابد لكل حكومة من معارضة قوية و حقيقية و رقابة شديدة حتى تنجح .