هو الشيخ سيدي علي بن عون بن مسعود «القوماري» نسبة إلى المدينة التي انحدر منها والده «مدينة قومار» إحدى مدن ولاية سوف الجزائرية، ينحدر أصله من سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله . ولد في الجزائر ولما بلغ سن العاشرة حفظ القرآن في زاوية سيدي أبي علي بمدينة نفطة ثم درس الفقه والحديث والتفسير في زاوية مولاي إدريس الأكبر بمدينة «فاس» بالمغرب الأقصى، ثم رجع الى القيروان ومنها الى المدينةالمنورة حيث أقام مدة من الزمن حج فيها وتفرغ الى العبادة وبعدها رجع الى مدينة «قفصة» حيث تتلمذ على الشيخ سيدي عمر بن عبد الجواد حتى بلغ الأربعين من عمره وهو بقصر قفصة فأصبح مؤدبا بزاوية سيدي عمر لمدة سبع سنوات فوضح صلاحه وظهرت كراماته فأمره الشيخ «سيدي عمر بن عبد الجواد» بالرحيل إلى المكان المصطلح عليه وقتها «فراش بالراضية» وهي المنطقة التي أخذت اسمه بعد ذلك. وأمره بالإقامة فيه وبناء زاوية حيث ضريحه اليوم بسفح جبل الساهلة وبهذا الموقع بدأت تتوافد عليه الزوار تقربا واسترشادا في أمور الدين الاسلامي. كان أهلا للصلاح والحكمة، وله العديد من الأقوال المأثورة، وذكر له في العلاقات بين الهمامة والفراشيش وفي علاقته ببايات الدولة الحسينية وله من التراث الأدبي ما تم توثيقه وما بقي يتناقله الأتقياء عن الأباء مشافهة إلى حد اليوم، وقد ذكره المؤلف التونسي «محمود بوذينة» في كتابه: «مشاهير التونسيين» الطبعة الثانية سنة 1992. حظي هذا المقام بعناية رئاسية حيث تم رصد اعتماد مالي بقيمة تسعين ألف دينار للقيام بأشغال الاصلاح والترميم وتعبيد الطريق التي تربط الضريح بالبلدة «بنعون» فأصبح المقام بصورة جيدة وبمنظر جميل وهو منذ القدم مقصد الزوار حيث تم تخصيص مهرجان وطني لسيدي علي بن عون (4 أيام من شهر أوت من كل سنة) وهو المهرجان الأكبر على مستوى الجمهورية استقطابا للزوار.