احتضن فضاء المسرح البلدي بالعاصمة ليلة أول أمس،عرضا لمسرحية «كسكسي بلحم الخنزير» (Couscous aux lardons)، في اطار تظاهرة، تونس تصنع الضحك :(Tunis fait sa comédie). «كسكسي بلحم الخنزير»، مسرحية من اخراج المخرج الفرنسي «جون ماسون» وبطولة الممثل التونسي المقيم بفرنسا «فريد عمري» وهو أصيل ولاية بنزرت كما صرّح اثر نهاية العرض، وتشاركه في بطولة المسرحية الممثلة الفرنسية «اَنياس ميقيراس». وكما يشير العنوان، فانه ثمة تناقض يوحي بالجانب الكوميدي للمسرحية،هو تناقض بين ثقافتين، الثقافة العربية الاسلامية والثقافة الغربية عموما وبالتالي فان العنوان رمزي رغم استخدام كلماته في المسرحية. زواج تنطلق احداث المسرحية بزواج «رشيد» (فريد عمري) بصديقته «صوفي» (اَنياس ميقيراس) - وينطلق معها الاختلاف في وجهات النظر حول حفل الزفاف، اختلاف في الواقع أملته ثقافتا الزوج والزوجة وعادات وتقاليد مجتمع كل منهما عن الاَخر. فالزواج في المجتمعات العربية الاسلامية يختلف عن الزواج في المجتمعات الغربية المسيحية، لكن في المسرحية،مكان الزواج حدد طبيعته، حيث اقيم في كنيسة، تعالت فيها زغاريد عائلة الزوج العربي المسلم. مقابل تنازل الزوجة عن عادة فتح قارورة «الشامبانيا» بهذه المناسبة السعيدة (الزواج). الأم اختلاف الثقافتين العربية والغربية، جسداه الممثلان كذلك بأسلوب ساخر،في علاقتيهما بوالدتيهما، فأم «رشيد» تتصرف كأغلب نساء المجتمعات العربية الاسلامية، تزوره متى تشاء، رغم ان زوجته لا تقبل بذلك، وتنتقد تصرفات زوجة ابنها على الطريقة العربية الخاصة، ووالدة «صوفي» كانت رافضة لهذا الزواج اصلا لأن الزوج من اصل عربي اسلامي، ولم تحضر حتى لزيارة ابنتها وهي حامل. الحمل الحمل في حد ذاته مثل موضوع نقد ساخر لثقافة الرجل العربي الذي يرفض ان يكون المولود البكر فتاة خوفا من اصله او عائلته - ولو أن الأمور والعقليات تغيرت في المجتمعات العربية بخصوص هذا الموضوع. هكذا اذن كانت مسرحية «كسكسي بلحم الخنزير»، مسرحية هزلية كوميدية، تناولت عديد خصوصيات الثقافتين العربية والغربية ونجحت في استقطاب عدد هام من الجمهور، فتفاعل معها بالتصفيق الحار، لكن حرارة الأجواء لا تنفي حرية السؤال في الخلفية الثقافية لمؤلف العمل الذي لم يذكر اسمه حتى على معلّقة المسرحية ! فالقراءات تختلف في هذا السياق، كل من منطلق ثقافتة وديانته وعرض المسرحية ببلد عربي قد لا يشابه عرضها ببلد أوروبي ...