هي فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها قدمت من احدى الولايات الداخلية وحطت الرحال في مدينة ساحلية بعثا عن عمل. وخلال اقامتها بالمدينة تعرفت الى شاب في نفس عمرها فربطت معه علاقة أثمرت جنينا ولما أخبرت عشيقها بحملها هرب وسافر الى أحد البلدان الأوروبية حتى يتنصل من تبعات ما أقدم عليه. هذا ملخص لقضية جدت أطوارها خلال الايام الاخيرة بإحدى المدن الساحلية وتعهد بالبحث فيها اعوان فرقة الشرطة العدلية بالجهة. وقد جاء في أوراق القضية ان الفتاة كانت تعيش في مسقط رأسها بإحدى الولايات الداخلية في عائلة وفيرة العدد. ولما كانت تعوزها الامكانيات المادية غادرت أسرتها وتحولت الى مدينة صناعية بالساحل للبحث عن عمل وسرعان ما وجدت ضالتها في مصنع للخياطة. في الغابة واظبت الفتاة على عملها وحاولت أن تكون مجتهدة قدر الامكان بما يضمن لها المحافظة على عملها وبالتالي على أجرتها التي ترسل في نهاية كل شهر جزءا منها الى والدها. وككل فتاة تبحث عن الاستقرار العائلي تعرفت الى زميل لها في الشغل يبلغ من العمر حوالي 26 سنة. وشيئا فشيئا توطدت علاقتها به فصارت تلتقيه في أماكن عدة في المدينة وحتى خارجها. ولم تكن الفتاة تسيء الظن بعشيقها الذي وعدها بخطبتها في مرحلة أولى، ثم بالزواج بها لاحقا، وأنست اليه. وصادف ان خرجا ذات يوم في نزهة الى الغابات القريبة. وفي مكان منزو راودها عن نفسها فاستجابت له دون تلكؤ، فحصل بينهما المحظور والتحقت الفتاة بصفوف المتزوجات، ومع ذلك لم تشعر بالذنب ولم تلم نفسها بل رأت في ما حصل «مكسبا» و«دليلا» يمكن به الحصول على مبتغاها الا وهو الزواج بمن أحبت. ومرت الأيام والأسابيع وتكررت اللقاءات الغرامية وأفاقت الفتاة على الخبر الفاجعة.. جنين يتخبط في أحشائها فكرت في طريقة لدرء الفضيحة فزارت طبيب النساء فأعلمها بأنها حامل في الشهر السابع، ولم يعد بالامكان التخلص من الجنين ولمّا أعيتها الحيلة أخبرت عشيقها بنتيجة ما حصل بينهما. وعوض ان يقف الى جانبها ويتحمل مسؤوليته كاملة أدار لها ظهره اذ تنكر لها ولم تمض ايام حتى سافر الى احدى الدول الأوروبية تاركا ضحيته تواجه مصيرها بمفردها. الصاعقة وعندما انتابتها آلام المخاض تحولت الفتاة الى المستشفى وهناك وضعت مولودة جميلة ولكنها بلا هوية فأمها عزباء ووالدها فرّ بجلده بعد ان نزع من قلبه الرحمة وتجرد من كل أحاسيسه. وبلغ أمر وضع الفتاة العزباء لمولودة بالمستشفى مسامع أعوان مركز الامن الوطني بالمدينة ففتحوا بحثا في الغرض واستمعوا الى الفتاة فأعادت رواية تفاصيل قصتها مثلما أوردناها. ولما حاولوا استدعاء الشاب (المظنون فيه) علموا انه قد هاجر. ونزل هذا الخبر نزول الصاعقة على الفتاة التي لم تجد بدا من ترك فلذة كبدها في المستشفى والخروج وحيدة تجرّ أذيال الخيبة على أمل ان تعيد بناء حياتها ولكن بعد ماذا؟