تتداول الساحة الطبية والصحية تساؤلات عميقة بخصوص عدم انتظام دورية انعقاد المجلس الوطني للتأمين على المرض. ويرى عديدون أن عدم احترام دورية الانعقاد كل ستة أشهر أوجدت العديد من الصعوبات ناهيك وأن القوانين المنظمة نصت على الدور المحوري لهذا المجلس في مرافقة عملية تنفيذ برنامج التأمين على المرض واستعراض أهم المشاغل التطبيقية والاجرائية خاصة أن المجلس يتكون في عضويته من ممثلين عن مختلف الاطراف المتدخلة في منظومة التأمين على المرض من سلطة اشراف اجتماعية وصحية ومن ممثلين لمختلف الهياكل المهنية لمسديي الخدمات الطبية والعلاجية. نقاش وجدل على أن عدم انعقاد المجلس الوطني للتأمين على المرض منذ فترة لم يمنع الساحة الطبية والعلاجية من الحديث والنقاش حول جملة من الملفات المهمة وسط ما أشارت اليه مصادر عديدة من تقدم ملحوظ في ملف مراجعة الاتفاقيات القطاعية (الاطباء، أطباء الاختصاص، الصيادلة، البيولوجيون، اصحاب المصحات) حيث تم التطرق الى عديد النقاط الهامة والتي يمكن تلخيصها في ما يلي: التنصيص على ضرورة احترام ميثاق الشرف وسط ما تمت معاينته من تجاوزات اعتبرها البعض ماسة بأخلاقيات المهنة الطبية والتي مكنت عددا من الاطباء من استخلاص أموال من الكنام على غير وجه وعبر عمليات وهمية. ضبط جملة البروتوكولات العلاجية الضامنة لحسن تنظيم العلاقة بين الطبيب والمريض خاصة في ما يتعلق بالامراض المزمنة من حيث ضبط المواعيد والكشوفات الطبية والعلاجية اللازمة ومختلف مراحلها على النحو العلمي الدقيق بما يوفر سلامة المريض والتحكم اللازم في كلفة العلاج والتداوي. التفاهم بخصوص طرق وآجال الاستخلاص بين الصندوق الوطني للتأمين على المرض ومسديي الخدمات الطبية والعلاجية وخاصة منهم الاطباء والصيادلة حيث لا تزال التشكيات متواترة بين الطرفين ومن شأن احترام الاجراءات الادارية المتعلقة على وجه الخصوص بالحوامل الرقمية والتعاملات عن بعد والتي لا يزال العديد من الاطباء والصيادلة غير منفذين ومتحكمين فيها على الوجه الافضل. مزيد اقرار الانفتاح بين القطاعين العام والخاص الصحيين وهو من الاهداف والمبادئ الأساسية لاصلاح منظومة التأمين على المرض لضمان نجاعة وحسن استغلال الامكانيات والتجهيزات المتوفرة لدى القطاع الخاص والتخفيف من حدة الاكتظاظ والضغوطات على المؤسسات الاستشفائية العمومية. وبحسب مصادر مطلعة فقد تم تسجيل خطوات لافتة في مختلف هذه المحاور من خلال جلسات مراجعة الاتفاقيات القطاعية التي انعقدت الى حد الآن حيث تم التأكيد على مزيد تدقيق الاجراءات الادارية للاستخلاص وتوسيع القائمات الطبية والعلاجية التي يتكفل بها الصندوق وخاصة في ما يتعلق بالامراض المزمنة والعمليات الجراحية. انتظارات وتطلعات يذكر أنه ينتظر وبحسب ما هو مقرر أن تشهد سنة 2011 التوقيع علىالاتفاقيات القطاعية الجديدة والتي سيتم العمل بها في الفترة المقبلة مع التطلعات بأن تتمكن المراجعات الجارية حاليا من تفادي السلبيات والنقائص التي كشفت عنها المرحلة الاولى من تطبيق المنظومة الجديدة للتأمين على المرض وهو الأمر الذي يستدعي بحسب عديدين عودة المجلس الوطني للتأمين على المرض الى مواعيد انعقاده الدورية تسهيلا لتحقيق الاهداف المرجوة.