أكد بعض المشتركين بالشركة الجهوية للنقل بنابل أنهم سيرفعون دعوة قضائية ضد الشركة بسبب الاضراب المتواصل لأعوانها وموظفيها والذي تسبب في عديد الأضرار المادية والمهنية لعدد منهم، فضلا عن تواصل الاضراب خلال هذه الفترة التي تشهد عودة التلاميذ الى معاهدهم ومدارسهم. من جانب آخر، عبّر عدد من أعوان وموظفي الشركة الجهوية للنقل بنابل عن خجلهم الشديد من مشتركي خطوط وفروع الشركة وقالوا إنهم يرغبون في مباشرة العمل على حد تعبيرهم، لكن ما باليد حيلة. يذكر ان أعوان وموظفي الشركة الجهوية للنقل بنابل يطالبون بترقية استثنائية كانت الادارة السابقة قد وعدت بها في حين اعتبرتها وزارة الاشراف غير قانونية. الترقية الاستثنائية المتحدث عنها هي عبارة عن ترقية بدرجتين دفعة واحدة في السلم المهني لكل عون وموظف بالشركة. «حاليا، الاوضاع مازالت على ما هي عليه» يقول موظف بالشركة «فالحافلات محجوزة بمستودعات ڤرنبالية وقليبية وقربة وحتى رواتبنا لم نتحصل عليها بعد...» توضيح من جهته قال السيد جمعة الهاتفي الرئيس المدير العام للشركة الجهوية للنقل بنابل «نحن نحاول حاليا مع وزارة الاشراف ومع والي نابل، بالتنسيق مع الاتحاد، لكي نصل الى حل لهذه الازمة»، وبخصوص الوعود بالترقيات أوضح السيد جمعة الهاتفي ان الاتفاق حصل بصفة مباشرة مع الرئيس المدير العام الذي سبقه، فتورط الجميع وعن دوره كرئيس مدير عام للشركة، وعن امكانية اعادة المياه الى مجاريها، قال محدثنا: «حبذا لو كان بيدي حل لهذه المسألة، فالحديث لم يجد نفعا، لقد أصبحنا كالرهائن، والمواطنون يحتجّون على هذا الاضراب وهذا حقّهم، وبالنسبة الى الأعوان والموظفين شق منهم يريد العمل وشق آخر يريد الاضراب الى حين تلبية وتحقيق مطالبهم...» كما شدّد السيد جمعة الهاتفي على ضرورة اسناد تعويضات للمشتركين بالشركة الجهوية للنقل بنابل، وقال في هذا الصدد: «نحن مستعدّون لتعويض المشتركين، فهذا حقهم الطبيعي ونحن في خدمة المواطن...» ويتواصل اضراب أعوان وموظفي الشركة الجهوية للنقل بنابل، ويتواصل معه احتجاج وتذمّر المواطنين، اضراب لا ذنب فيه للتلاميذ خاصة وللمشتركين بصفة عامة... اضراب يبدو ان أطرافا عديدة لها مصالح معينة تقف وراءه والحال انه لم يحصل مثل هذا الاضراب اطلاقا بهذه الشركة في السابق خاصة وان موظفي وأعوان الجهوية للنقل بنابل لهم عديد الامتيازات التي لا يتمتع بها غيرهم في نفس مجال عملهم وفي مجالات أخرى، وحتى في صورة ما اذا كانت مطالبهم معقولة او شرعية، فإن الوقت غير مناسب بالمرة لأننا في مرحلة بناء الدولة التونسية الجديدة. كما أن قرار وزارة النقل معقول لأن وزارة الاشراف رأت أنه من الصالح ان يقع النظر في موضوع الترقيات في اطار مفاوضات اجتماعية، والامر بطبيعة الحال ينسحب على كل الشركات الجهوية بالاضافة الى ان الوزارة منحت مدة شهر كامل لمزيد التفاوض وكلفت الرئيس المدير العام الحالي للشركة الجهوية للنقل بنابل بهذه المهمة بالتنسيق مع الاتحاد العام التونسي للشغل ووالي نابل. إن اضراب أعوان وموظفي الشركة الجهوية للنقل بنابل أضرّ بالكثيرين، فبالامس لم يتمكن 32 ألف تلميذ وطالب من الالتحاق بمعاهدهم ومدارسهم، كما ان الأعوان والموظفين وخاصة منهم المتحصّلين على قروض بنكية لم يتحصّلوا على رواتبهم بعد، فضلا على أن الشركة الجهوية للنقل بنابل تعاني من عجز مالي وبالتالي يمكن ان تحصل كارثة لو تواصل هذا الاضراب.