سألني أحدهم عن دنانير أهل الكهف إن كانت تساوي شيئا في أسواقنا اليوم؟ قلت قيل إن ثمنها بالمليارات. قال كيف؟ قلت اسأل الطرابلسية عن قيمة القطع الأثرية. قال: إن كان دينار أهل الكهف على هذا الغلو فما قيمة دينار أهل الشهر ويعني بهم «الشهارة»؟ فوضعت عشري على رأسي وضغطت عليه بكلتا اليدين وناديت «يا ناري على ديناري». فهدأ من روعي وسألني: ما به دينارك يا أبا دينار؟ قلت كلما دخلت به السوق إلا وخذلني. قال كيف؟ قلت كلما أدخلت يدي الى جيبي الا ووجدته قد أضاع وجهيه خجلا من رخسه وبخسه وأنت تعرف أن النقود كالناس بوجوهها؟ قال أعرف من لا وجه له لا قيمة له حتى أن تفريق اللحم لا يكون الا بعد النظر الى الوجوه عند أهل الفرح. قلت كيف تريد إذن من دينار فقد وجهيه أن تكون له قيمة تغطي ثمن «مرقازة». أو ثمن تفاحة احمرّ وجهها خجلا من اجحاف بائعها او بطّيخة «عجّورة» في حجم كرة المضرب أصفرّ وجهها خوفا على من يسمع سعرها من أن يصاب بجلطة في المخ والقلب معا. قال هلا يستعيد ديناركم وجاهة وجهيه بعد المفاوضات الجارية بين الحكومة واتحاد الشغل؟ قلت لقد أخطأ الاثنان اذ لا جدوى من هذه المفاوضات في غياب التاجر والخضّار والجرّار والهباط والقشار والسمسار عنها. وكان من الأولى بها ان تقام في بير القصعة. وليس في قصر الحكومة. قال لماذا لا تعتصموا احتجاجا على الحكومة المؤقتة واتحاد الشغل الدائم؟ قلت على اي شيء تحتج؟ على توقيت المفاوضات أم على ديمومتها. أم على عدم تشريك كتائب السوق؟ قال لا على هذا ولا على ذلك ولا على ذاك وانما مطالبة بتبديل الطاقة الشرائية بطاقة نووية ما دامت الاسعار صاروخا.