تعمّد تلميذ حرق مدرسته التي أطرد منها، انتقاما لنفسه من المعلمين والتلاميذ والادارة، كما رأى، وقد تمّ القاء القبض عليه وإحالته على العدالة ليمثل أمام احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس لإضرامه النار بمبنى غير معدّ للسكن. وحسب وقائع القضية التي جدّت في السنة الماضية بأحد الأحياء الشعبية بتونس العاصمة حيث مقر المدرسة، فإن هذا التلميذ الذي أطرد لقيامه جرما في حق مدرّسيه، وجد نفسه دون عمل أو دراسة، وكان أصدقاؤه يتعمّدون في كل مرّة إهانته والسخرية منه، فقرّر الانتقام. توجّه صبيحة الواقعة الى المدرسة فلم يجد الحارس أمام الباب الخارجي، فدخل الساحة، إلا أن أحدا لم يعترض سبيله لذلك واصل سيره حتى بلغ قاعة المدرّسين دون أن يتفطن اليه أي أحد، فوجد فوق طاولة بالمكان، علبة كبريت ليأخذها ويقوم بتجميع كمية من الورق وبقايا الخشب وأشعل فيها النار ثمّ لاذ بالفرار وقد تفطّن له بعض الجيران الذين لاحظوا تصاعد الدخان من المبنى فتمّ اعلام الحماية المدنية التي حلّت بالمكان واخماد النيران. وبحلول أعوان الأمن استطاعوا التعرّف على الجاني بعدما أخبرهم شهود العيان، فألقي عليه القبض، وبالتحرير عليه اعترف بتفاصيل الجريمة وكل وقائعها مؤكدا أنه أضرم النار في المدرسة لأنه طرد منها وأن زملاءه في الدراسة كانوا يعمدون دائما إهانته إلا أنه نفى أن يكون قد خطط لجريمته أو قرّر مسبقا حرق المدرسة بل ان الفكرة خامرته حال دخوله قاعة المدرّسين وعثوره على علبة الكبريت. وبإنهاء الأبحاث في شأنه أحيل على أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس لاستكمال استنطاقه حيث تمسك بما صرّح به لدى باحث البداية نافيا من جديد أي قصد لإحداث أضرار بالمدرسة أو احراق النار بها، وأحيل ملف القضية على دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس فيما أصدرت النيابة العمومية في شأنه بطاقة إيداع بالسجن. دائرة الاتهام أيدت قرار ختم الأبحاث وقرّرت احالة المتهم على الدائرة الجنائية المختصّة لمقاضاته من أجل ما نسب إليه ويمثل المتهم اليوم أمام هيئة المحكمة التي ستقاضيه من أجل إضرام النار بمبنى.