منطقة «الواعرة الحرشان» التابعة لمعتمدية سيدي علي بن عون، بها ما يزيد عن 400عائلة. وتعتبر الفلاحة النشاط الأكثر استقطابا للسكان، وتحتل تربية الأبقار مكانة هامة عندهم. بهذه المنطقة ما يزيد عن 3500 رأس بقر منها قرابة 2500 بقرة منتجة. «الشروق» انتقلت الى منطقة الواعرة للوقوف على المشاكل والصعوبات التي تعترض مربيي الأبقار فكان لنا لقاء مع الفلاح المربي : محمد بن لخضر حرشاني والذي يملك 10 رؤوس من البقر منها 6 بقرات منتجة الذي تذمر من غلاء الأعلاف حيث أكد أن كيس النخالة وصل الى 18د، الى درجة أنه لم يعد قادرا حتى على توفير غذاء البقر الذي يملكه. وفي كثير من الأحيان فكر مع عدد آخر من المربين في بيع ما لديهم من أبقار وتعويضها بنشاط آخر بعدما أصبح سعر «الالكو5» ب30د و«الالكو7 «ب32د»، والقرط ب10د.
وأضاف ظروفنا قاسية، وأن صعوبات جمة تعترض مربيي الأبقار يكابدونها لوحدهم. وانهم يرفعون أصواتهم عاليا للمطالبة بالزيادة في سعر اللتر الواحد من الحليب لأنه الضامن الوحيد الذي يمكن أن يحسن من مردودية هذا النشاط. وهو الأمر الذي استحسنه الفلاح المربي محمد بن علي حرشاني الذي يملك 35 راس بقر منها 15 منتجة والذي لم يعد قادرا على مجابهة الغلاء الفاحش في علف الحيوانات واضطره الأمر الى التداين. ان تربية الأبقار تتطلب مجهودات جبارة من الفلاح من اجل توفير المكان الملائم لعيش قطيعه في ظروف صحية طيبة وهو ما يتطلب منه يوميا عملية تنظيف مستمرة للاسطبلات ومشقة توفير العلف أما الماء يقول محدثنا فإننا نتكبد أموالا طائلة لتوفيره حيث ندفع 15د مقابل الصهريج الواحد في الحالة العادية ويصل أحيانا الى 30دينارا. علما وان بالمنطقة بئرا عمومية حفرت لأجل مجموعة من متساكني الواعرة تديرها جمعية مائية التي لا توفر الماء الصالح للشرب للمواطنين رغم ربط منازلهم بشبكة الأنابيب. رغم أني املك عددا محترما من الأبقار والمتأمل يعتقد بأننا نوفر أموالا طائلة من وراء ذلك لكن العكس صحيح فالوضع صعب للغاية وأصبحنا غير قادرين حتى على توفير الغذاء لمواشينا في كثير من الأحيان.
الأمر الذي أكده جاره أكرم بن بلقاسم غرسلي مربي أبقار يملك 11 بقرة منها 6 منتجة. كغيره من فلاحي الجهة يعاني من غلاء الأعلاف ومن تدني سعر اللتر الواحد من الحليب. لذلك يضم صوته لزملائه المطالبين بالزيادة في سعر اللتر من الحليب لتغطية على الأقل جزء هام من المصاريف التي نتكبدها يوميا. أما راتب بن محمد الصغير غرس الله والذي يملك 21 راس بقر منها 10 منتجة فانه يرى أن المشكل الأساسي هو غلاء العلف في الدرجة الأولىوتدني سعر الحليب .
الفلاح لم يعد قادرا على القيام بمهامه على أحسن وجه، فيعجز في كثير من الأحيان عن إيجاد الأموال الكافية لتوفير الأعلاف لقطيعه. فإذا وفرها تصادفه مشاكل المياه وما تتطلبه من مصاريف اضافية الى جانب المصاريف الباهظة التي تصرف في المتابعة الصحية لقطيعه وعلى عملية التلقيح الاصطناعي. عموما من يعتقد أن مربي الأبقار يمكن أن يحصل على الفائدة من وراء مشروعه في الوقت الراهن فهو مخطئ نظرا للصعوبات التي ذكرت ومعظم مربي الأبقار بالجهة يعانون من الديون المتخلدة بذمتهم لعجزهم عن القيام بالتزاماتهم لضعف المردودية للنشاط الذي يقومون به .