تتجه انظار المصالح المعنية هذه المدّة نحو تكثيف الانشطة والتحركات الهادفة الى التحكّم في كلفة الدواء وذلك في اطار تنفيذ برنامج ترشيد استهلاك الادوية. وعلمت «الشروق» في هذا السياق انه تقرر بداية من السنة الحالية (2004) تمكين الصيادلة من استبدال الادوية بأخرى جنيسة اذا كان سعرها اقل. كما تقرر ان يرتكز نظام استرجاع النفقات الدوائية على سعر الدواء الجنيس وليس على سعر الدواء المقدّم. ويشار الى ان برنامج ترشيد استهلاك الادوية الذي ضبطته وزارة الصحة العمومية وتتابع تنفيذه يعتمد الى جانب مسألة استبدال الادوية على اجراء اخر يتمثل في وضع نماذج علاجية مرجعية وقد تم في هذا الصدد حصر 16 مرضا الى حد ا لان تمكن الخبراء من وضع نماذج علاجية لها. ومع ان هذه النماذج ليست اجبارية فإنه ينتظر تمكين الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي من ادراجها في اطار النظام الجديد لاسترجاع النفقات الدوائية في مجال التأمين على المرض. وترتكز عمليّة الترشيد ايضا على جملة من البرامج الوطنية الاخرى التي تهم اساسا امراضا معيّنة منتشرة في البلاد وامراضا اخرى تجرى متابعتها بالتعاون مع بلدان العالم وفي اطار مواكبة التحولات الوبائية التي تظهر حسب تطور المؤشرات الصحية. وقد تم بالتوازي اعتماد خطّة للاستخدام العقلاني للادوية تقرر تنفيذها خلال فترة المخطط العاشر للتنمية وتعميمها على كافة الجهات وفق اجراءات عملية دقيقة يتم اتخاذها بالتعاون والتنسيق مع كافة المهنيين. ورغم محاولات وبرامج التحكم والترشيد فإن الملاحظ أن الوصفة الطبية مازالت مرتفعة بسبب ارتفاع اسعار الادوية الجديدة المستعملة في علاج ا لامراض العادية او الامراض التي تستوجب الالتجاء الى الطب المتطوّر وهي اسعار لا تتلاءم في عمومها مع متوسط دخل المواطن التونسي العادي. ومن امثلة الادوية ذات الاسعار المشطة مادّة «انترفورون» المستعملة في علاج بعض الامراض الفيروسية خاصة التي تهدد الكبد والتي تصل كلفتها الى نحو 12 الف دينار سنويا وكذلك ا دوية السرطان التي تتطور كل سنة وتفوق تكلفة علاج الفرد الواحد بها 12 ألف دينار سنويا ايضا. ومن أمثلة الادوية الباهظة أيضا الادوية المستعملة في زرع الاعضاء والادوية المستعملة في علاج قصور الكلى سواء عن طريق الزرع او عن طريق تصفية الدم اذ يستوجب علاج فقر الحديد في الدم مادة «الايريتروبواتين» التي تفوق كلفتها 8 الاف دينار سنويا لكل شخص.