في تطور لافت يكشف استئناف الصراع بين النظام المصري والمعارضة قررت حركة كفاية طرح اسم المستشار هشام البسطويسي نائب رئيس محكمة النقض بديلا للرئيس مبارك او من ينوب عنه في اي انتخابات مقبلة. وقد اعلن البسطويسي قبوله منازلة مبارك او ان يحل مكانه في فترة انتقالية حتي تتم تهيئة البلاد لانتخابات ديمقراطية يكون من حق كل مرشح المشاركة فيها وفق اجواء من الشفافية والحيادية المطلقة. وقد اكد البسطويسي في تصريحات خاصة ل القدس العربي انه اذا كان مبارك قد ظل علي مدار ربع قرن يبرر عدم تعيينه نائبا له لعدم العثور علي من يصلح فانه يريد ان يعلنه اليوم بانه لا يريد ان يكون نائبا له وانما منافسا شريطة توافر عنصر المساواة والنزاهة في الانتخابات. واشار البسطويسي الي ان مصر اصبحت علي فوهة بركان وان الدلائل كلها تشير الي ان البلاد تتجه بسرعة نحو دراما مأساوية المتسبب الوحيد فيها النظام الذي رفض علي مدار السنوات الماضية ان يسمح لمصر بان تتحول لدولة عصرية لا مكان فيها للتخلف وذلك بالسماح للافراد بالعمل بالسياسة بدون الملاحقة والاعتقال. وعلمت القدس العربي ان (كفاية) تبذل الآن جهودا من اجل اعادة التنسيق بشكل اساسي مع جماعة الاخوان المسلمين من اجل العمل السياسي المشترك خلال المرحلة القادمة لتتمكن من انهاء حكم الرئيس مبارك بشكل سلمي، مع الأخذ في الاعتبار اللجوء لفكرة العصيان المدني، وبالرغم من ان التنسيق بين كفاية والاخوان تم من قبل في اكثر من مناسبة ولم يحقق النجاح المطلوب وذلك بسبب تراجع الجماعة عن دعم مقترحات كفاية. غير ان عبد الحليم قنديل الناطق بلسان الحركة يؤكد ان الظروف اختلفت بشكل كبير خلال الفترة الماضية حيث تأكد للاخوان بان نظام مبارك يسعي لاقصائهم عن الساحة بشكل نهائي لذا فلم يعد هناك اي مجال للتنسيق بينهم وبين النظام واصبح البديل المتاح هو اقامة جسور قوية بين الاخوان وكفاية. اضاف قنديل في تصريحات خاصة ل القدس العربي بان مختلف قوي المعارضة ادركت مؤخرا انه لا يمكن لها ان تعمل بشكل منفرد وذلك لان النظام يعتمد علي منظومة امنية ذات يد طولي في البطش والتنكيل. واكد علي ان قيادات الجماعة تدرك الآن ان البديل يكمن في التنسيق مع القوي الاخري من اجل الوصول لاعلان بدء العصيان الشامل ونوه قنديل الي ان طرح اسم البسطويسي منافسا لمبارك وبديلا للرئيس الذي حكم البلاد لربع قرن جاء بعد موافقة هشام علي هذه الخطوة وذلك من اجل انهاء الازمة التي تهدد حاضر ومستقبل مصر. اضاف بان البسطويسي شخصية محل احترام وتقدير مختلف قوي المعارضة واعتبر ان فكرة الدفع بقاض لمنازلة مبارك او من ينوب عنه في اي انتخابات تأتي كمحاولة الغرض منها نزع فتيل اي مؤامرة قد يقوم بها الحزب الحاكم لتشويه صورة المنافس ولارساء اكبر قدر من الاحترام والتقدير علي التجمع المقرر اعلانه والذي ستمثل فيه كفاية والاخوان حجر الزاوية. وعلمت القدس العربي ان اعلان طرح اسم البسطويسي مرشحا للمعارضة قد اثار حالة من الارتباك في اوساط مجموعة جمال مبارك التي تعمل علي الخروج بمشروع توريثه للنور في غضون فترة وجيزة خشية اي مفاجأة قدرية تظهر للعلن بين يوم وليلة. وقد اكد مصدر حكومي بارز في تصريحات خاصة ل القدس العربي بان فكرة الدفع بمستشار يحظي بشعبية وتقدير بالغ في اوساط الشارع ومختلف قوي المعارضة تثير قلقا شديدا في اوساط كبار المسؤولين المصريين خاصة من لهم علاقة بجمال مبارك ويسعون لتوليه الرئاسة في غضون الفترة القادمة. واشار نفس المصدر الي ان تغيير المادة 76 من الدستور اصبح واردا بقوة من جديد قبل اي انتخابات مقبلة وذلك بسبب الحرج الشديد الذي اصبح يعتري مؤسسة الرئاسة بعد الانتقال الواسع من جهات واشخاص عديدين.