قريبا لقاء بين الوزارات المعنية لتدارس برنامج دفع الرياضة في المؤسسة التربوية تونس الصباح: قد يبدو موضوع التربية البدنية وممارسة النشاط الرياضي في المدارس والمعاهد والجامعات.. موضوعا ثانويا في سلم الاولويات عند الحديث عن مسائل ومشاغل التربية والتعليم والتعليم العالي. بل أكثر من ذلك فالقائمون على قطاعي التربية والتعليم العالي في حد انفسهم قد يقيمون الامر بنفس الطريقة، وخير ما يدل على ذلك وجود حوالي 725 مدرسة لا يمكن ممارسة النشاط الرياضي فيها بسبب غياب الفضاءات اللازمة وحتى المنشآت التربوية حديثة الانجاز تغيب فيها احيانا الفضاءات الصالحة لممارسة الرياضة والتربية البدنية فهي لا تدرج ضمن تصميم المنشأة منذ البداية لانها من الثانويات! اهمال النشاط الرياضي واعتباره من الأمور الثانوية يطول كذلك التلميذ الذي تظل مادة التربية البدنية لديه مجرد فسحة او وقت راحة قد يعرض عن حضورها عمدا او استنادا الى شهادة اعفاء لا تكون دائما موضوعية.. اضف الى ذلك ان الاهتمام بمادة التربية البدنية لا يظهر الا في «الباكالوريا» حيث ينظر التلميذ الى اهمية المادة فقط في العدد الذي سيحصل عليه «لترقيع» بعض المواد الاخرى.. حضور الرياضة في المدارس امام هذا الواقع والصعوبات التي تعرفها التربية البدنية والرياضة المدرسية والجامعية باعتبار التلازم بين الاثنين فاهمال مادة التربية البدنية يرافقه ايضا ضعف الاقبال على ممارسة النشاط الرياضي ضمن الاندية المدرسية والجامعية، ينتظر ان يتم قريبا عقد جلسة تضم الهياكل المعنية وهي وزارات الشباب والرياضة والتربية البدنية والتربية والتكوين اضافة الى التعليم العالي للنظر في ضبط برنامج لتدعيم حضور الرياضة كما وكيفا في المؤسسات التربوية. قبل اجتماع هذه الهياكل نورد بعض الملاحظات عسى ان تساهم في تجاوز بعض من واقع الحال والبداية ستكون بمدى واقعية نسب التغطية بالنشاط الرياضي التي ترد في الاحصائيات حيث تشير هذه الاخيرة الى ان نسبة تغطية المدارس بالتربية البدنية تقدر ب54% وزيادة على ضعف هذه النسبة بطبيعتها تجدر الاشارة الى ان ادراج بعض المدارس على اساس تغطيتها بالتربية البدنية لا يعني بالضرورة ان التلاميذ يمارسون الرياضة فبالرغم من وجود معلم للتربية البدنية وحصة للتربية البدنية في جدول الاوقات كمؤشر للتغطية فقد تلغى هذه الحصة مرات عديدة بسبب العوامل الجوية غير الملائمة وعدم ملاءمة الفضاءات المخصصة للقيام بالتمارين وبذلك قد لا تتجاوز المرات التي اقيمت فيها التمارين وانجزت فيها حصة الرياضة عدد اصابع اليد على امتداد السنة الدراسية. مراجعة توقيت حصة الرياضة تتعلق المسألة الثانية التي نود اثارتها بتوقيت حصة الرياضة او التربية البدنية في المدارس كما في المعاهد والتي تتطلب مراجعة اذ لا يعقل في ظل ممارسة التمارين في فضاءات غير معشبة يكون التلميذ فيها عرضة للأتربة والغبار اضافة الى عدم توفر فضاءات للاستحمام، لا يعقل ان تدرج حصة الرياضة وسط الحصص الدراسية الاخرى ويرجع التلميذ بعد حصة الرياضة في الظروف التي ذكرناها الى مواصلة بقية الحصص.. ولكم ان تتخيلوا كيف سيكون مظهره والأهم من ذلك كيف سيكون تركيزه داخل الفصل في تلك الحالة.. وهنا لن تكون ابدا ممارسة الرياضة عاملا لتنشيط الجسم والعقل.. والتأثير الايجابي على المردود المدرسي للتلميذ. نشير من جهة اخرى الى ان المؤسسات التربوية بمختلف مراحلها غير منفتحة على الفضاءات الشبابية الرياضية الاخرى الا في محاولات محتشمة ويجب العمل على تدعيم هذا الجانب والاهم من ذلك توفير الآليات والظروف الملائمة لهذا الانفتاح والتكامل والتنسيق للاستفادة واستغلال الفضاءات والتجهيزات الموجودة في الجهات والتابعة لمختلف الوزارات.. يبقى من المهم ايضا حفز التلاميذ والطلبة على الانخراط في النشاط الرياضي المدرسي والجامعي الذي يظل دون المأمول فعلى سبيل المثال لا يتجاوز عدد المجازين في الجامعة 10 الاف مجاز من بين حوالي 370 الف طالب في جامعاتنا اليوم.. نذكر في هذا السياق بعض المبادرات الايجابية التي سيتم تنفيذها مستقبلا وتقضي بتوظيف الوسط المدرسي لتشجيع الفتاة على ممارسة الرياضة من خلال بعث جمعيات مدنية للفتيات في الوسط المدرسي.