تونس - الصّباح: أحيل أمس على أنظار هيئة الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الابتدائية بتونس متهم في الثمانين من عمره أحضر موقوفا لمقاضاته في قضيتي اعتداء بالفاحشة على ثلاث قاصرات. إنطلاق الأبحاث كان بشائعة دارت بنادي أطفال بالعاصمة جاء بمحتواها أن مدير النادي يتحرّش بالبُنَيَّات اللواتي يدرسن هناك وتسرّب الخبر إلى أسر الأطفال. وليان من أولياء البنات استفسرا لبناتهما عن فحوى الإشاعة ومدى صحتها، فعلم الولي الأول من ابنته أن مدير النادي كان يضعها فوق ركبتيه خلال حصة تدريسه القرآن للأطفال كما أسرت له بأنه كان يلامسها من أماكن عفتها. وعلم الولي الثاني من ابنتيه اللتين كانتا تدرسان بالنادي أن المدير المشتبه به كان يتحرش بهما. فتح التحقيق وبناء على ذلك تقدم الولي الأول بشكاية في حق ابنته القاصر كما تقدم الأب الثاني بشكاية في حق ابنتيه، ومن هناك أذن قاضي التحقيق بالمكتب الثاني في المحكمة الابتدائية بتونس بفتح بحث. وبسماع المشتبه به صرح أنه التحق للعمل بنادي أطفال بالعاصمة سنة 1988 وأوكلت له مهمة الاشراف على المدرسة اداريا وماليا وتربويا، ونفى أن يكون تحرّش بالقاصرات وعبر عن استيائه واستغرابه من ذلك. وقال أن والد الطفلة الأولى تخلف عن سداد معاليم دراسة ابنته لعدة أشهر وذلك ما جعله يلفق له هذه التهمة، كما أصر على أن الطفلة هي التي كانت تستسيغ الجلوس علي ركبتيه ولا يعلم السر في ذلك وكان ينهرها ولكنها كانت تأتي اليه دائما، وأصر العجوز المشتبه به على أن تحرشه بالقاصرات في النادي مجرد اشاعة. شهادة المربيات ولكن بسماع شهادات بعض المربيات أجمعن على أن المسألة ليست إشاعة وإنما حقيقة وذكرت احداهن أنها لما علمت بالأمر اتصلت بصاحب النادي وأخبرته فأجابها حرفيا »هُوَّ مَازَالْ فِي صَنْعْتُو«. وبعرض البُنَيَّات الثلاث على اختبارات نفسية في جلسات متكررة بيّنت الاختبارات أن المتضررات يعانين من حالات خوف وأن التحرّش بهن حقيقة وليس اشاعة وأما نتيجة الاختبار الطبي الذي أجري على المتهم فجاء فيه أنه انسان عادي وقدراته العصبية عادية أيضا. إنكار تام وبإحالته مؤخرا على المحكمة أنكر إنكارا تاما اعتداءه على المتضررات الثلاث ونفى اجراءه لحصص خاصة بتعليم القرآن الكريم وقال إن هناك 14 مربية يشرفن على تدريس الطفال وأشار الى وجود أحقاد بينه وبينهن وأن احداهن أخذت مكانه بالنادي وأصبحت مديرة بعدما زُجَّ به في السجن، وأصر على الإنكار رغم مواجهته بنتيجة الاختبارات التي أجريت على البُنَيَّات. وبفسح المجال للدفاع رافع محاميان عان المتهم وأشارا إلى أن منوبهما أب لطبيبين وأنه عايش أجيالا ولم يشتك منه أحد وذكرا أن ما حدث كان مجرد إشاعة مغرضة أطلقتها المربيات اللواتي يعملن بالنادي وطلبا الحكم في حق منوبهما بالبراءة فيما حجزت المحكمة القضيتين للمفاوضة.