انتظم يومي السبت والأحد الفارطين المؤتمر الأول للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بعد الثورة، والثاني لهذا الهيكل الاعلامي ب«جبة» النقابة.. هذا المؤتمر الذي انعقد تحت شعار «حرية الصحافة ضمانة أساسية للانتقال الديمقراطي» تخللته نقاشات ديمقراطية، شاب بعضها شيء من الحدة، وقد نادى الكثير من المتدخلين بضرورة محاسبة بعض الاعلاميين الذي أضروا بالقطاع، مطالبين بتولي المكتب الجديد اعداد قائمة سوداء تضم هؤلاء الاعلاميين، وكذلك الذين شاركوا في انقلاب 15 أوت 2009.. وقد تم ادراج هذا الطلب ضمن اللائحة العامة للمؤتمر..
تضييقات.. واستهجان
وقد تمت المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، مع الملاحظ أن مجموع المبلغ المالي المتبقي بخزينة النقابة الى حد يوم 3 جوان 2011 بلغ 71.418,589 وذلك بعد أن بلغت المداخيل منذ 1 جانفي 2008 الى 3 جوان 2011: 244.253,542، في حين بلغت المصاريف في نفس الفترة 172.834,953.. وقد ورد في التقرير الأدبي الاشارة الى التضييقات من قبل أعوان الأمن التي يتعرض لها الصحفيون لدى قيامهم بمهامهم.. كما تضمن التقرير استهجانا للممارسات المخلة بالقوانين وميثاق شرف المهنة الصحفية وأخلاقياتها بعد اقدام بعض الجرائد الأسبوعية وجريدة يومية على نشر مقالات شتم وثلب وقذف في حق شخصيات وطنية بذكر أسمائها..
«انقلاب 2009»
كما تمت ضمن التقرير الأدبي الاشارة الى «الانقلاب» على شرعية مكتب2008 المنتخب ديمقراطيا وكيفية إبعاد أعضائه عن موقعهم .. ولكن مع انطلاق الثورة الشعبية في أنحاء المدن التونسية عاد أعضاء المكتب الشرعيين الى ممارسة مهامهم، لتأكيد وقوف الاعلاميين والاعلاميات الى جانب أبناء الشعب في ثورته المشروعة من أجل الحرية والكرامة، فكانت تظاهرات المساندة للثورة، وكان إكبار لدور الشهداء، والدعوة لضرورة حرية الصحافة دون وصاية ولا املاءات مثلما كان في العهد البائد.
المكتب الجديد
وقد أفرزت عملية الاقتراع عشية يوم الأحد الفارط عن انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الجديد للنقابة للفترة الممتدة من 2011 الى 2014 عن فوز: سعيدة بوهلال (جريدة «الصباح») 204 أصوات نجيبة الحمروني (مجلة الكوثر) 204 أصوات زياد الهاني (جريدة الصحافة) 167 صوتا سالمة الجلاصي (جريدة الشعب) 157 صوتا احسان التركي (وكالة تونس افريقيا للأنباء) 122 صوتا أيمن الرزقي (جريدة الطريق الجديد) 111 صوتا منجي الخضراوي (جريدة الشروق) 107 أصوات محمد بشير شكاكو (اذاعة المنستير) مائة وصوت واحد ثامر الزغلامي (الاذاعة الثقافية) 94 صوتا سيدة الهمامي (اذاعة موزاييك) 94 صوتا عبد الرزاق الطبيب (التلفزة الوطنية) 94 صوتا عادل البرينصي (جريدة الصحافة) 91 صوتا. مع الملاحظ أنه تم صعود ثامر الزغلامي الى المكتب التنفيذي رغم حصوله بمعية سيدة الهمامي وعبد الرزاق الطبيب على نفس عدد الأصوات، وذلك باعتباره الأكبر سنا.
مسؤولية جسيمة
وتجدر الاشارة الى أن عدد الناخبين بلغ 454 صوتا منها 373 صوتا مصرحا به و81 بطاقة ملغاة.. وقد سجل المؤتمر ترشح 40 صحفيا من مختلف المؤسسات الاعلامية. ولا بد من التأكيد على أن تونس، في هذا الظرف الانتقالي الحساس في حاجة الى طاقات كل أبنائها، ومسؤولية الاعلاميين كبيرة وجسيمة، ولا مجال للارتباك والتذبذب في اداء الصحفيين لدورهم في كنف الحرية والديمقراطية، ولا مجال للشك في أن للاعلام دورا مهما وأساسيا لبناء مجتمع ديمقراطي بحق لا تشوب حريته أية شائبة، والصحفيون اليوم مطالبون بمضاعفة مساعيهم والترفع عن الحسابات الضيقة، والدفع نحو مزيد توسيع مهام هيكلهم النقابي ليصبح اتحادا وطنيا للصحفيين التونسيين، بما يضمن لهم مجالات أكبر لفرض حرية الصحافة والدفاع عن حقوقهم المادية والمهنية والمعنوية، والارتقاء بأدائهم وتحقيق انجازات يصبون اليها للنهوض بمردودية القطاع، وتكريس حقهم في صحافة حرة لا تخضع للوصاية والتوصيات مهما كان مأتاها.