يؤدي رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي غدا زيارة تستغرق يومين الى المملكة العربية السعودية تلبية للدعوة الرسمية التي نقلها له سفير السعودية بتونس في جانفي الماضي. وتأتي هذه الزيارة بعد مضي أكثر من سنة على الثورة التونسية وعلى هروب المخلوع الى المملكة العربية السعودية التي احتضنته رغم مطالبة القضاء التونسي الجهات السعودية بتسليمه هو وزوجته وغير عابئة بغضب واستياء الشارع التونسي. هذا الاختلاف بين الشارع التونسي والنظام السعودي ربما يكون قد خلق فتورا في العلاقات الدبلوماسية الثنائية وهو ما يطرح اليوم عديد التساؤلات حول برنامج زيارة رئيس الحكومة، حمادي الجبالي الى المملكة العربية السعودية في هذه الفترة تحديدا. وفي قراءتها للأسباب التي عجلت بزيارة الجبالي الى المملكة العربية السعودية ترى الباحثة والجامعية في الإعلام السياسي سلوى الشرفي أنّه وفقا لما جاء في الإعلام الرسمي فان الزيارة تلبس "جبّة" زيارة التعاون الاقتصادي خاصّة وأنّ وفدا تونسيا يضم نحو 30 من كبار المسؤولين ورجال الأعمال على رأسهم رئيس الوزراء حمادي الجبالي يزورون المملكة العربية السعودية لتفعيل الاستثمار والشراكة بين البلدين وكأنها حقا زيارة تعاون وبحث سبل استثمار في حين ان الظرف الذي تاتي في اطاره ليس اقتصاديا.
المشروع السعودي
وأقرت الشرفي بان الكل يعلم بالمشروع الذي قدمته المملكة العربية السعودية الخاص بسوريا، كما نذكّر بغضب السعودية من مجلس الأمن والفيتو الروسي وهو ما يؤكد أنّ القضية السورية هي الأهمّ في المنطقة بالنسبة للنظام السعودي في الوقت الراهن. كما ترى الشرفي أن حجم السعودية النفطي في منطقة الخليج لا يسمح لها بترك الملعب أمام قطر لتتزعم مبادرة مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر عقده في 24 فيفري الجاري بتونس.
احراج وتصريحات
وفي نفس الإطار وحول زيارة الجبالي تستبعد الشرفي ان تكون هذه الدعوة تتعلق بجلب المخلوع لان الحكومة الحالية يبدو أنها لا تريد "إحراج" المملكة العربية السعودية في ما يتعلق بهذا الموضوع فضلا على سعيها الى تنقية الأجواء التي توترت بينها وبين السعودية على خلفية التصريحات الصادرة عن رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي التي أدلى بها الى "معهد واشنطن للدراسات" خلال زيارته الى واشنطن بان المملكة العربية السعودية "مهددة بثورات الربيع العربي" ممّا أثار استياء في الأوساط السعودية غير ان هذا لا يحيل على أن الزيارة تأتي في إطار محاولة الحكومة للملمة الخواطر حسب رأيها. فيما ذهب احمد ونيس الخبير في العلاقات الدولية الى أن هذه الزيارة تندرج في إطار استعادة تنشيط العلاقات التونسية السعودية ووضع تصورات لمستقبل الأزمة السورية نافيا وجود أزمة ثنائية بين المملكة العربية السعودية وتونس لأنه لم تسجل أيه قطيعة بين البلدين.