علمت "الصباح" أن لقاء جمع امس الاول بين قيادات من "نداء تونس" تقدمهم الباجي قائد السبسي ووفد من "الحزب الجمهوري" بقيادة احمد نجيب الشابي وممثلين عن "المسار الديمقراطي" وذلك قصد التباحث في مبادرة سياسية جديدة وعرضها على القيادات الحزبية الاخرى. و وفقا لما تحصلت عليه "الصباح" من اخبار من مصادر سياسية مطلعة فان النص النهائي للمبادرة " لم يكتمل بعد الا انه يتمحور اساسا حول مواجهة الاستحقاقات السياسية القادمة وتجنيب البلاد ازمة الشرعية حسب ما ذكرته هذه المصادر. كما اكدت مصادرنا ايضا " أن المبادرة ستشمل كل الاحزاب والتيارات السياسية دون اشتثناء بما في ذلك الثلاثي الحاكم." ومن بين الحاضرين في اجتماع امس سعيد العايدي ومنجي اللوز وياسين ابراهيم مقابل غياب رئيس المسار الديمقراطي احمد ابراهيم. ومن المنتظر أن يعقد الزعماء الثلاثة (قائد السبسي والشابي واحمد ابراهيم) قريبا اجتماعا ثانيا لتعميق النقاش بينهم. ويذكر أن عددا من اعضاء "ترويكا المعارضة" قد اكدوا على سعيهم إلى بعث جبهة انتخابية للاستحقاقات السياسية القادمة وخلق قطب قادر على منافسة "ترويكا الحكم" بقيادة حركة النهضة. ومن جهة اخرى يشهد مقر حزب "نداء تونس" اجتماعات مارطونية في الآونة الأخيرة على خلفية مقترح تشكيل لجنة مركزية ممثلة لكل الجهات والحساسيات المشكلة ل"النداء". ويبدو أن خلافات كبيرة بين أعضاء الهيئة التأسيسية "العشرة" والذين عرفوا في اغلبهم بميولاتهم اليسارية والعائلة الدستورية وبعض التيارات الليبرالية والوسطية حول ما بات يعرف بالمحاصصة السياسية داخل اللجنة المركزية والتي رفضتها عدة شخصيات منتمية للنداء. وحسب ما علمته "الصباح" فان الحسم في هذه النقطة سيكون لفائدة "دعاة المحاصصة" وهو ما سيؤكده او ينفيه الاجتماع القادم لقيادات "نداء تونس". وبحسب ما تم تداوله داخل الكواليس السياسية والنقابية فان من ابرز الوجوه المرشحة لان تكون داخل اللجنة نذكر مصطفى كمال النابلي والصادق بالعيد ومصطفى الفيلالي والنقابي عبد المجيد الصحراوي. ويبقى السؤال المحوري متعلقا بالدور الرئيسي الموكول لهذه اللجنة خاصة اذا علمنا أن البعض يسعى إلى الدفع في اتجاه ان يكون للجنة دور إرساء التنسيقيات المحلية ولعب دور المراقب لعمل المكتب التنفيذي وهو ما يعطي انطباعا اوليا بتاجيل تشكيل جبهة انتخابية إلى حين تثبيت هياكل حزب "نداء تونس". ومن جهته نفى القيادي بالنداء محسن مرزوق ما تردد من خلافات وقال في تصريح ل" الصباح" "اننا نعمل على ارساء نظام داخلي للنداء سيقع الاعلان عنه قريبا وانه لا وجود لخلافات بل على العكس تماما فان روح الانسجام امر حاصل بين مختلف المكونات وهو ما يفسره الاقبال الجماهيري للكفاءات والنخب."