مع التقدّم في موسم الشتاء أخذت موجة الإصابة ب ا"لقريب" في البروز بنسق تصاعدي لكنها لم تبلغ إلى هذه الفترة مستوى الحالة الوبائية. واقتصرت في بعض تمظهراتها في عدد من الولايات على صنفي -أ- و ب- ويعتبر صنف ب- عادة أقل حدة على نطاق أعراض المرض ومضاعفاته، وإن هو لا يختلف مع فيروس أ- من حيث معدل التفشي الوبائي. وفي تقييمه للوضع الراهن لانتشار الفيروس خاصة أن حضوره بدأ يتواتر في عديد الأوساط العائلية وصف الدكتور أمين سليم المسؤول عن المرصد الوطني للنزلة الوافدة في تصريح ل "الصباح" الحالة بالعادية من حيث حجم تفشي الفيروس،منبّها إلى إمكانية تطوّر وتيرته في غضون الأيام القادمة مع استمرار انخفاض درجات الحرارة والدخول في الذروة المعتادة لموجة "القريب الموسمي".بما قد يضفي عليه صفة الانتشار الوبائي في إشارة إلى كثرة تفشي العدوى. وتبدو المتابعة لتطورإصابات القريب لصيقة من قبل المرصد الوطني للنزلة الوافدة خاصة بعد رصد بعض الحالات قبل أكثر من أسبوع من صنف "ب"بكل من قابس وتونس.تلتها إصابات أخرى الأسبوع الماضي بصفاقس وتونس وكانت هذه المرة من صنف "أ". وتبقى الوضعية إلى هذه الفترة طبيعية حسب مصدرنا لكنها موجبة للحذر. ويجري حاليا القيام بالتحاليل لتحديد الصنف الفيروسي الطاغي والذي ستتحدّد معه طبيعة الاحتياطات الواجب اتخاذها لاسيما مع الفئات الصحية الهشة والمتقدّمين في السّن. علما أن التركيبة الفيروسية للتلقيح ضد "القريب " التي تم تداولها هذا العام تتضمّن الصنفين المرصودين.وبالتالي تكون فاعليتها في التوقي من حدة أعراض الإصابة كبيرة. في الصّدد ذاته لفت الدكتورأمين سليم النظر إلى أن إمكانية مواصلة تلقي التلقيح ضد فيروس "القريب"تظل متاحة على مدى هذا الأسبوع مؤكدا نجاعة التطعيم قبل تسارع وتيرة العدوى،التي تكثر بصفة بارزة عادة في الأسبوع الأخير من جانفي. وكانت الصيدلية المركزية وفرت بالأسواق منذ شهرأكتوبر المنقضي نحو300ألف جرعة وجدت اقبالا من المواطنين وفق إفادة محدّثنا. على كل زيارة قصيرة إلى الصيدليات تعكس حضور هذا الضيف غير المرغوب فيه وعزمه على البقاء عنوة بيننا من خلال كثرة تداول الوصفات الطبية الخاصة بالمضادات الحيوية وكذلك الأدوية المضادة للالتهاب.