بعد انحسار جائحة انتشار انفلونزا الخنازير سنة 2010 ها أن فيروسها المعرّف علميا باسم "آش1-آن1" يعود إلى الظهور من جديد في عدد من المناطق التونسية. وقد تمّ اكتشاف 8 حالات من هذا الصنف من مجموع 300 عينة خضعت للتحاليل المخبرية للتثبت من صنفها الفيروسي خلال الأسبوعين الماضيين. على أنّ هذه الحصيلة تبقى تقديرية في نظر الدكتور أمين سليم رئيس قسم الأمراض الجرثومية بمستشفى شارل نيكول ورئيس المرصد الوطني للنزلة الوافدة، على اعتبار أنه يصعب الحصر الدقيق لعدد الحالات لاحتمال تعرض البعض لهذه الإصابة والتعافي منها دون التبليغ أو لعدم التشخيص الدقيق لأعراض فيروس "أ" والخلط بينه وبين أعراض أخرى لأصناف اخرى من "القريب". وقد تماثلت كافة الإصابات بأنفلونزا الخنازير إلى الشفاء بصفة عادية. وخلافا لربيع سنة 2009 حيث بدأت صيحات الفزع تطلق من "الصحة العالمية" للتحذير من الزائر الفيروسي المجهول يبدو أن استفاقته هذا الموسم لم تعد تمثل هاجسا مرعبا للشعوب بحكم التعرف على خصوصياته وتركيبته. وأورد في هذا الصدد الدكتور أمين سليم ل"الصباح" "إن الفيروس لم يعد يشكل مصدر خوف ولا يثير التوجس بحكم التعود عليه والتعرف على مكوناته". مضيفا "أن التلقيح ضد (القريب) ليس ذا جدوى الآن لتجاوز الفترة التي ينصح فيها بتناوله وللدخول في موسم الذروة الوبائية حيث تقوى وتيرة تفشي العدوى بين السكان". وتبقى السلوكيات الوقائية والعلاجية المعروفة هي الوسيلة الأنجع لتجنب تعكر مضاعفات الإصابة. على أن ما يشدّ الانتباه في موجة "القريب" الحالية هو تواجد فيروسين معا من صنفي "أ" و"ب" يعبثان بصحة المواطن ويتنافسان على الإيقاع بأكثر عدد من الإصابات والعدوى، تساعدهما في ذلك عوامل الطقس الملائمة لظهور موجة الانتشار الوبائي. ويعتبرالصنف "ب" أقل حدّة من حيث أعراضه رغم ما يسببه من إزعاج للمصاب. يذكر أن "بارومتر" قيس أو إقرار إدراك مستوى الانتشار الوبائي ل"القريب" هذه الأيام يستند إلى تجاوز المعدل المعتمد عادة في عدد حالات الإصابة ب"القريب" من بين مجموع المواطنين الوافدين على المؤسسات الصحية للتداوي والمحددة نسبته ب8,5 بالمائة ليرتقي إلى مابين 10 و11 بالمائة حسب نتائج الرصد المنجزة.