شهدت عدوى «القريب» خلال الأيام الأخيرة الماضية نسقا تصاعديا جعلها ضيفا ثقيل الظل على البيوت وقد اتسم فيروس هذا الشتاء بسرعة الانتشار حيث تبلغ في بعض الأحيان مدة التنقل بين شخص إلى آخر 6 ساعات وتكون العدوى عادة عن طريق التنفس أو اللمس وقد أكد الدكتور أمين سليم مدير المرصد الوطني للنزلة الوافدة ل«التونسية» أن العدوى رغم انتشارها لم تبلغ بعد مستوى الحالة الوبائية مشيرا إلى أن التحاليل المخبرية لنوعية الفيروس أكدت وجود صنفين من «القريب» هما «أ» و «ب» و إلى أن صنف «ب» يُعتبر عادة أقل حدة على مستوى أعراض المرض ومضاعفاته، لكنه لا يختلف مع فيروس «أ» من حيث معدل التفشي الوبائي. كما قال مدير مرصد النزلة الوافدة أن الفيروسين ليسا بالجديدين حيث تم تسجيل أحدها السنة الماضية والثاني سنة 2009 وهو الصنف الذي أطلق عليه إسم انفلونزا الخنازير وتعتبر عودتهما أمرا طبيعيا وغير مقلقة مع توفر التلاقيح المضادة لهما . وفي تقييمه للوضع الراهن لانتشار الفيروس خاصة أن حضوره بدأ يتواتر في عديد الأوساط العائلية وصف الدكتور أمين سليم الحالة بالعادية من حيث حجم تفشي الفيروس،منبّها إلى إمكانية تطوّر وتيرته في غضون الأيام القادمة مع استمرار انخفاض درجات الحرارة باعتبار أن البرد والرياح يساهمان بشكل كبير في انتقال «القريب الموسمي»الذي عادة ما يتواصل حتى نهاية شهر فيفري ليأخذ بداية من شهر مارس منحى تنازليا مع استقرار العوامل الجوية . وحول جدوى التلقيح بعد انتشار الفيروس قال الدكتور سليم أن التركيبة الفيروسية للتلقيح ضد «القريب» التي تم تداولها هذا العام تتضمّن الصنفين المرصودين مشيرا إلى إمكانية مواصلة التطعيم في غضون الأسبوع الجاري على أقصى تقدير وذلك قبل تسارع وتيرة العدوى،التي تكثر بصفة بارزة في الأسبوع الأخير من جانفي. وفي السياق ذاته أوضح مدير مرصد النزلة الوافدة أن الفيروس المنتشر ناتج عن الهبوط المفاجئ لدرجات الحرارة وعدم تأهل الجسم للانتقال من الحرارة إلى البرد بالإضافة إلى عدم اخذ الاحتياطات اللازمة في اللباس وأن الإصابة تتسم في الغالب بارتفاع حرارة الجسم والتهاب القصبات الهوائية . الدكتور أمين سليم وإن قلل من خطورة الفيروس العادي المنشر حاليا فإنّه أكد على ضرورة معالجته بالطريقة السليمة خاصة لدى الأطفال وكبار السن والأشخاص فاقدي المناعة والذين يعانون أساسا من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي . كما أشار مصدر «التونسية» إلى توفر الكميات اللازمة من تلقيح القريب الموسمي مؤكدا على أهمية هذا التلقيح الذي يقلل من إمكانية الإصابة بالقريب بنسبة تتراوح بين 85 و90 بالمائة . أما عن تأثيره على مناعة الجسم في حال تعود الانسان على استعماله سنويا فقد قال مدير مرصد النزلة الوافدة أن التلقيح لا يؤثر بتاتا على مناعة الجسم لأن الفيروس بطبعه يتغير من سنة إلى أخرى وأن التلقيح يواكب تغيّر الفيروس وعليه فإن الجسم لن يستطيع التعود على هذا التلقيح وستتجدد المناعة آليا حسب نوع الفيروس الذي يتلقاه الجسم . وفي نفس السياق قال الدكتور سليم أن الصيدلية المركزية تولت منذ شهر نوفمبر الماضي توريد نحو 300 ألف جرعة من التلاقيح وهي الكمية التي تحتاجها تقريبا السوق التونسية وأنّه تمت المحافظة على الاسعار المتداولة السنة الماضية أي في حدود 13 دينارا للجرعة الواحدة .