تواجه الجزائر مشاكل عويصة من فوضى السلاح وانتشار عمليات تهريب السلاح الليبي، وبالنظر إلى فوضى السلاح التي تشهدها ليبيا، التي تأثرت بها كل من تونس ومالي، وقد ذكرت صحيفة "المحور" الجزائرية ان الجزائر اشتكت لليبيا من الأسلحة المهربة التي غمرت أسواقها حيث تشير خريطة تهريب وبيع السلاح إلي انتشار شبكات التهريب في ولايات إليزي، ورقلة والوادي، و استطاعت أجهزة الأمن ضبط شحنات هائلة من الأسلحة خلال الفترة الماضية، تضمنت بنادق آلية وقناصة وصواريخ صغيرة مضادة للدبابات وطلقات متعددة الأعيرة، كما ضبطت عناصر تعمل في هذه الشبكات منهم العناصر المسؤولة عن عمليات التسليم والتسلم، وتزيد المخاطر من تداعيات عمليات تهريب السلاح من الجنوب والشرق، واضافت الصحيفة ان مصادر موثوقة اكّدت لها أن السلاح الذي يتم تهريبه بكميات كبيرة إلى النيجر ثم يعود للجزائر، خاصة من الحدود الجنوبية الليبية يعتبر تجارة مربحة جدا، ولهذا من المستحيل أن تتمكن مصالح الأمن من القضاء عليها قريبا، فالسلاح أصبح متوافرا بشكل كبير بعد أن تم فتح مخازن السلاح وتسليح المدنيين لمواجهة كتائب القذافي في عام 2011، كما أن الحكومة الليبية لا تسيطر على أغلب الجنوب، حيث لم تستطع إعادة السلاح مرة أخرى إلى المخازن، بجانب أن دولا عديدة قامت بتسليح الثوار، كل ذلك دعا العديد من الليبيين إلى بيع سلاحهم للتجار، الذين بدورهم تعاقدوا مع نظرائهم في الدول المجاورة تونس والنيجر والجزائر على عمليات البيع والتهريب، وفي ظل حالة الانفلات الأمن في تونس أيضا فإن عمليات تهريب تتم أيضا عبر الأراضي التونسية من خلال عمليات التهريب عبر الحدود، خاصة عبر ولايتي تبسة والوادي، وهو الأمر الذي يفسر وجود أسلحة إسرائيلية دخلت الجزائر مؤخرا من تونس وتم ضبطها وخاصة الرشاش «عوزي» الذي يعتقد أنه وصل إلى ليبيا من جنوب السودان، وحسب ذات المصدر فان منظمات دولية، اكّدت عدم سيطرة الحكومة المركزية الليبية في الوقت الحالي على حدودها وهو ما جعل من أراضيها معرضا مفتوحا لمصادر مختلفة من السلاح، وهي بالتبعية ستصل للجزائر ومالي وتونس، ونظرا لضخامة الحدود بين البلدان، التي تبدأ من البحر الأبيض وتنتهي في الصحراء الكبرى وعورة بعض المناطق، وعدم وجود عناصر من حرس الحدود الليبية مدربة للسيطرة على الوضع بجانب صعوبة السيطرة من الجانب الجزائريوالتونسي على هذه المساحة منفردة جعل الوضع يزداد سوءا في الوقت الحالي، خاصة مع الصراع الذي قد يحدث داخل ليبيا. هذه هي مسالك الأسلحة الليبية المهرّبة .. وفوق ظهر كل حمار كلاشنكوف وقالت "المحور الجزائرية "ان المهربون يعملون حسب مصدر موثوق، على تهريب كميات من السلاح وتخزينها في مناطق صحراوية على حدود الجزائر أوالتسلل إلى النيجر ثم العودة إلى الجزائر من الجنوب وفق ما رصدته الأجهزة الأمنية، وفي حال عدم قدرة المهربين على التسلل تؤجل عمليات التهريب إلى وقت لاحق. وتشير مصالح الأمن، إلى أن تهريب الأسلحة يتم عن طريق عصابات ليبية تبحث عن تمويل للمقاومة ضد الدولة الليبية أو عناصر سلفيين يتعاطفون مع القاعدة في بلد المغرب ويساعدونها، بالإضافة إلى عصابات تهريب المخدرات وتجار سلاح يعملون داخل الجزائرتونس وليبيا، بالتعاون مع الميليشيات المسلحة وبعض المنظمات الدولية والعربية وأجهزة مخابرات معادية تعمل بواسطة عملاء في الداخل بالاتفاق مع إرهابيين وعصابات تهريب والخارجين على القانون في الصحراء عبر الحدود بين الجزائر، النيجر وليبيا. وبعد نجاح عمليات التهريب يتم تجميع هذه الأسلحة في شمال مالي ونقلها بعد ذلك إلى معاقل القاعدة في شمال الجزائر أو استعمالها في شمال مالي ضد الفرنسيين، وبطرق خاصة أيضا يتم نقلها عبر الصحراء والدروب السرية، ليتم بيعها سريا، خاصة الأسلحة الفردية والمسدسات، وقد تبين أن عمليات التهريب تتم أحيانا بشاحنات نقل بضائع وسيارات سياحية وهمية أو شاحنات نقل بضائع حاويات، وأحيانا تنقل الأسلحة بالجمال وحتى الحمير خاصة عبر الحدود التونسية عبر الدروب والممرات السرية والطرق الصحراوية عبر ولايات الوادي، تتجه شحنات السلاح إلى الوديان والمناطق الجبلية الوعرة إلى تبسة والشرق الجزائري خاصة مسيلة، ليتم توزيعها على عصابات مهربين وعصابات منحرفين، وتنهي كميات من الأسلحة في قبضة مصالح الأمن التي أنشأت قواعد لفحص الأسلحة، ووضعها في قوائم للبحث عن علاقات شبكات المهربين وطرق تهريب هذه الأسلحة والوصول إلى تكوين فكرة حول مصادر السلاح داخل ليبيا.