قال لل"الصباح نيوز" نصر بن سلطانة رئيس الجمعية التونسية للدراسات الإستراتيجية وسياسات الأمن الشامل ان الوضع الامني في تونس اصبح اكثر خطورة خاصة وان عملية جندوبة الاخيرة تعد تطورا نوعيا للعمليات الإرهابية لان العناصر الإرهابية غيرت تكتيكها في مواجهة المؤسسة الامنية والعسكرية والمواطنين بنصب كمائن عبر نقاط التفتيش وهمية وهذا يذكرنا بالسيناريو الجزائري حيث ان العناصر الارهابية ترتدي بدلات عسكرية او امنية وتقوم بتصفية من يمر امامها. وواصل نصر بن سلطانة قائلا بان تركيز العناصر الإرهابية على نقاط تفتيش يدل حتما على استعدادهم الجيّد والتخابر مع بعض الخلايا النائمة المرتبطة بهم حتى تقدم لهم جميع المعطيات والمعلومات حول التحركات الامنية والعكسرية في الطرقات والجهات. واضاف ان قدرة العناصر الارهابية على تركيز نقاط تفتيش يدل كذلك على ان وزارة الداخلية لا تزال تتعامل بنفس السياسة السابقة وهي رد الفعل فقط دون التطلع الى استراتيجية واضحة تضمن لها استشراف الاحداث الارهابية قبل وقوعها ومن الضروري التأكيد حسب تعبير محدثنا على ان المؤسسة الامنية والعكسرية لهما من الكفاءات والقدرات ما يكفيهما للتعامل باكثر فاعلية مع العناصر الارهابية ولكن المشكل الذي تعاني منه وزارة الداخلية الآن هو تواصل "مكبلات العمل الأمني" ومواصلة تقلد بعض القيادات الامنية لنفس المناصب اضافة الى المحافظة على وزير الداخلية لطفي بن جدو الذي لطالما نادت عدة اطراف بضرورة تغييره وتغييذ وصفهم البعض بقيادات امنية لها ولاءات مرتبطة بمصالح حزبية . وطالب نصر بن سلطانة عبر "الصباح نيوز" بضرورة تغيير وزير الداخلية لطفي بن جدو وبعض القيادات الامنية لان مصلحة البلاد اهم في هذه الفترة من اي اعتبارات شخصية او حزبية حسب تعبيره. وقال نصر بن سلطانة في هذا السياق : "على رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة الذي لا زلنا نتوسم فيه الخير ان يكون في مستوى التحدي المطروح امامه بان يتخذ القرارات الضرورية لتحرير وزارة الداخلية واحداث التغيير المطلوب بعيدا عن الرغبات الحزبية لبعض الاطراف التي فرضت تواصل قيادات امنية نادى الكثير بضرورة تغييرهم حتى يرفعوا ايديهم عن الكفاءات الامنية لتقوم بنشاطها على اكمل وجه". وواصل محدثنا قائلا بان الوزير المكلف بالملف الامني رضا صفر ومهدي جمعة قادران بمفردهما على حل العديد من المشاكل الامنية صلب وزارة الداخلية وتامين البلاد في المرحلة القادمة اذا ما تم احداث التغييرات اللازمة للمؤسسة الامنية. كما بيّن نصر بن سلطانة ان الوحدات الامنية والعسكرية يتمتعان بما يكفي من الحسّ الوطني مما جعلهما يقدمان ارواحهم فداء للوطن ولذلك فان السلطة السياسية والمجتمع المدني مطالبون الآن بالتحرك لتامين حياة هؤلاء وتوفير كافة الوسائل الضرورية لحماية أرواحهم كما دعا محدثنا الى ان تتخذ الإطارات الأمنية بوزارة الداخلية جملة من الخطط العملية لتحرير الوزارة من المكبلات اولا وثانيا العمل على بناء إستراتيجية واضحة مثل اتخاذ جملة من الاجراءات والقيام بتصورات جديدة للعمل الامني لردع الإرهابيين وضمان امن المواطنين الذي اصبح في خطر. وختم نصر بن سلطانة بالتاكيد على انه في حال تواصل الوضع على ما هو عليه ولم يتم اتخاذ الإجراءات الازمة على راس الوزارة الداخلية فان تونس تنتظرها عمليات ارهابية اخرى وربما ينتقل سيناريو الارهاب الجزائري الى تونس لان تواصل نفس الأسباب يؤدي ضرورة الى نفس النتائج.