التونسية (تونس) عبرت أمس السيدة روضة العبيدي رئيسة نقابة القضاة في الندوة الصحفية التي عقدها مكتب النقابة عن استكنارها للتصريحات التي أدلت بها بعض قيادات الاتحاد الوطني لنقابات الأمن حول تورط قضاة تونسيين في ملف الإرهاب واعتبرت العبيدي أن هذه التصريحات تندرج في إطار الزج بالسلطة القضائية في لعبة التجاذبات السياسية دون مراعاة لخصوصيات ومتطلبات العمل القضائي كما أشارت رئيسة نقابة القضاة إلى أن التشهير بأي طرف كان يتطلب الإفصاح عن المعلومة كاملة وتقديمها إلى السلطات المختصة وأنه ما عدا ذلك فإن كل الطرق الأخرى لا تؤدي إلا إلى تأليب الرأي العام وإرباك الجو العام . في السياق ذاته قالت العبيدي أن نقابة القضاة التقت وفدا من الاتحاد الوطني لنقابات قوات الأمن لتدارس هذه المسألة الأخيرة ومنع تكرار وتواصل مثل هذه السيناريوهات وأن مكتب النقابة عبّر عن استنكاره لما جاء على لسان عدد من القيادات من تصريحات وأنّ اتحاد نقابات الأمن عبّر عن التزامه باحترام استقلالية القضاء وعدم افشاء سرية الأبحاث وأضافت العبيدي أن اللقاء أسفر عن التوافق حول طريقة تعامل جديدة مع القضايا التي تتطلب قدرا من التحفظ. وأكدت رئيسة النقابة خلال اللقاء الإعلامي على ضرورة احترام ضوابط العمل النقابي حتى لا تسقط هذه الهياكل وغيرها في التجاذبات السياسية وتصفية الحسابات وإسقاط مؤسسات الدولة وضربها ببعضها البعض مشيرة إلى أن المعلومة إذا توفرت لدى أي هيكل نقابي أمني أو قضائي أو آخر لا يجب أن تكون محل مزايدة أو تجاذب على منابر الحوارات التلفزية وأنّ المتورّط في أيّة جريمة يجب أن يحاسب ولا يكون محل مزايدات إعلامية من شأنها أن تستهدف المؤسسات خاصة أن تونس في وضعها الحالي ليست في حاجة إلى مزيد من التهميش وأن كل الهياكل مطالبة بمواجهة الارهاب كل حسب مجال اختصاصه. الإرهاب لا يستثني أحدا رئيسة نقابة القضاة أكدت أن الإرهاب لن يستثني أي كان مهما كانت صفته أو منصبه مشيرة إلى تلقي أحد القضاة رسالة تهديد بالتصفية موجّهة إلى جميع القضاة وأبدت العبيدي استغرابها من عدم فتح بحث تحقيقي في هذا الامر. كما تحدثت العبيدي عن جلسة عمل جديدة بين نقابة القضاة واتحاد قوات الأمن سيتم إثرها الإعلان عن نتائج وقرارات بشأن طرق التعامل مستقبلا. وأشارت رئيسة النقابة إلى أن نقابة القضاة قد تحصلت صبيحة أمس على إحصائيات حول قضايا الإرهاب سيقع تفصيلها وتبويبها ومن ثمة تقديم قراءات تفصيلية حولها في غضون الأيام القليلة القادمة. الحركة القضائية والغموض اللقاء الإعلامي الذي عقدته نقابة القضاة تناول أيضا ملف الحركة القضائية حيث عبرت رئيسة النقابة عن استغرابها من الغموض الذي يكتنف طريقة اعداد الهيئة المشرفة على القضاء العدلي للحركة القضائية خاصة أن الهيئة لم تعلن عن المقاييس التي اعتمدتها في اعداد الحركة والترقيات واسناد الخطط الوظيفية التي سيكون لها تأثير كبير على سير العمل داخل المحاكم. وأكدت العبيدي في هذا السياق أن الهيئة فتحت بعدم الكشف عن المقاييس باب الشبهات والشك في حين قال عصام الأحمر كاتب عام النقابة أن القضاة إلى حد الساعة يجهلون أماكن عملهم الجديدة رغم أنه لم يعد يفصل عن انطلاق السنة القضائية إلا أيام قليلة. وذكر الكاتب العام أن التسريبات تشير إلى أن المواقع الكبرى قد وزعت حسب الولاءات الحزبية والسياسية، وأنه كان من المفروض ان تكون هناك جلسات تمهيدية من قبل هيئة القضاء العدلي لتحديد معايير النقل والخطط الوظيفية وهو ما يعد ضربا للسلطة القضائية وتعديا عليها من قبل السلطة التنفيذية على حدّ تعبيره. في جانب آخر أشارت روضة العبيدي إلى أن المؤتمر الانتخابي للنقابة الوطنية للقضاة التونسيين سيعقد يوم 27 أكتوبر المقبل .