التونسية (تونس) ستنظر احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بنابل في بحر الأسبوع المقبل في جريمة تحيل تورط فيها كهل عمد الى سلب شاب مبلغ 5 آلاف دينار بعد أن وعده بمساعدته على الحصول على تأشيرة وعقد عمل بأحد البلدان الاوروبية الا انه تلدد في ما التزم به وقد ادين ابتدائيا بالسجن مدة 6اشهر فاستأنف الحكم الصادر ضده عله يظفر بتخفيف العقوبة . وقد انطلقت التحريات في هذه القضية على اثر شكاية تقدم بها شاب الى السلط الامنية في شهر مارس 2013 افاد ضمنها انه تعرض الى عملية تحيل من قبل كهل سلبه خمسة الاف دينار بعد ان وعده بمساعدته على الحصول على تأشيرة وعقد عمل بأحد البلدان الاوروبية مشيرا إلى أنه تعرف عليه صدفة في منزل احد اصدقائه وأنه اثناء تجاذب اطراف الحديث معه علم برغبته في السفر الى اوروبا لتكوين ذاته بعد ان استحالت سبل حصوله على عمل خاصة بعد الثورة فعرض عليه مساعدته باعتبار أن لديه العديد من الاصدقاء العاملين بالمهجر والذين لن يبخلوا عليه بالعون وقال الشاكي إن فرحته كانت لا توصف لأنه وجد من يساعده على تحقيق حلمه وأنه اتفق مع الكهل على الالتقاء في اليوم الموالي لتسليمه الوثائق اللازمة وأن الكهل طلب منه خمسة آلاف دينار حتى يرسلها لصديقه الموجود في المهجر حتى يوفر له التأشيرة وعقد العمل وأنه طلب منه امهاله اسبوعين لتسوية الوضعية واضاف الشاكي أنه في الاسبوع الثالث اتصل بالكهل هاتفيا للاستفسار عن الموضوع غير ان هاتفه كان مغلقا فعاود الاتصال به فاعلمه انه ينتظر رد صديقه على البريد الالكتروني واكد ان الاجابة لن تطول لكن طال انتظاره دون اجابة فعاود الاتصال به غير ان هاتفه الجوال كان مغلقا على مدار عدة ايام حينها ادرك انه كان ضحية عملية تحيل وتقدم بالشكاية اعلاه والتي سرد ضمنها تفاصيل ما تعرض له وأوصاف المظنون فيه واسمه فقط لأنه يجهل لقبه. وعلى ضوء هذه الشكاية تم تكثيف التحريات ونجح اعوان الامن في القاء القبض على المظنون فيه بعد جمع معلومات دقيقة حول تحركاته وباستنطاقه انكر في البداية ما نسب إليه وافاد انه لم يسبق له ان شاهد الشاكي غير انه بمواجهته بشهادة بعض الشهود من بينهم صديق مشترك بينهما تراجع في اقواله واعترف انه تعرف صدفة على المتضرر فعلم برغبته في السفر الى المهجر فعرض عليه مساعدته لان لديه العديد من الاصدقاء المقيمين بالمهجر وقال إنه اتصل بأحدهم فطلب منه 5 آلاف دينار لتوفير تأشيرة وعقد عمل وأنه اعلم الشاكي بالأمر فلم يمانع وأنه حينها اتصل بصديقه واعلمه ان الاموال بحوزته فطلب منه ارسالها له مضيفا أنه مكنه أيضا من الوثائق الخاصة بهذا الاخير على بريده الالكتروني وأن صديقه بالمهجر وعده بأداء المأمورية في ظرف وجيز واستظهر المتهم بالمعطيات التي تفيد اتصاله بالطرف المقيم بالخارج واضاف انه انجز المهمة المنوطة بعهدته على احسن وجه لكنه غير مسؤول على تلكئ الطرف المقابل. وقد استظهر بالرسائل التي ارسلها عبر بريده الالكتروني لصديقه المقيم بفرنسا واضاف انه لا يتصور ان يكون صديقه قد سلب اموال الشاكي بل انه قد يكون بصدد انتظار الفرصة المناسبة للحصول على عقد عمل وتأشيرة والتي باتت صعبة المنال. كما اكد انه بريء من التهمة المنسوبة اليه بدليل انه لم يهرب الى بلد آخر كما اشار المتهم إلى أن الأدلة التي بين يديه تثبت حسن نواياه معربا عن استعداده لتسوية الوضعية وديا وتسليم الشاكي الأموال نيابة عن صديقه الموجود بالمهجر. وقد اجريت مكافحة بين الطرفين تمسك خلالها كل طرف بما نسب اليه ,وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه ثم احيل على انظار احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية. وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد اقواله السابقة. اما الدفاع فقد التمس من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الامكان ملاحظا انه نقي السوابق العدلية من ناحية فضلا عن أن لاشيء يوحي بملف القضية انه متحيل مشيرا إلى أن الرسائل الالكترونية تؤكد انه سعى جاهدا حتى يوفر المطلوب للمدعي الا ان صديقه المقيم بالمهجر تلدد في تنفيذ الاتفاق ومن غير المنطقي ان يعاقب هو –المظنون فيه –بدلا عنه. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإدانته مدة ستة اشهر من اجل ما نسب اليه فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده والذي سيكون محل نظر احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف بنابل قريبا .