وافق أمس أعضاء حلف شمال الأطلسي «الناتو» بالاجماع، على تشكيل «قوة ردّ سريع»، تضم آلاف الجنود، يمكن نشرها في غضون أيام قليلة، لمواجهة ما وصفه الحلف ب«تهديدات عالمية»، قد يكون من بينها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، والتصدي للتدخل الروسي في أوكرانيا. وقال أندريس فوغ راسموسن الأمين العام للحلف في تصريحات على هامش قمة الحلف في مدينة «نيوبورت» بمقاطعة «ويلز» البريطانية :« إن قوة التدخل السريع، التي سيكون غالبية قوامها من قوات المشاة، سيتم تعزيزها بوحدات خاصة من القوات الجوية والبحرية، وسيكون مقرّ قيادتها في شرق أوروبا». وشدّد راسموسن على أن «قرار تشكيل هذه القوة من شأنه أن يعطي رسالة واضحة بأن الناتو سيحمي جميع أعضائه في كل الأوقات»، مضيفا: «كما أنه يعطي رسالة قوية لمجابهة أي اعتداء محتمل»، محذرا من أن «التفكير في الهجوم على أيّة دولة بالحلف، يعني مواجهة مع كامل أعضاء الحلف». وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز قدرات «الناتو»على التصدي للتهديدات المتصاعدة من جانب روسيا ضد أوكرانيا، من خلال دعم المسلحين الانفصاليين في شرق الجمهورية السوفياتية السابقة، الموالين لموسكو، إضافة إلى التصدي لعدد من التهديدات الأخرى. وفي ما يتعلق بتهديد تنظيم «الدولة الإسلامية»، المعروف باسم «داعش»، والذي يسيطر مسلحوه على مناطق واسعة في شمال العراق وسوريا، ويهددون بنقل المعارك إلى دول أخرى بالشرق الأوسط، قال راسموسن إن الحلف أبدى استعداده لمساعدة الحكومة العراقية، إذا ما طلبت بغداد ذلك.