ستنظر احدى الدوائر الجناحية بمحكمة الاستئناف ببنزرت مع نهاية هذا الشهر في جريمة اعتداء امرأة بالعنف على ابنة زوجها ممّا ألحق بالأخيرة أضرارا بدنية متفاوتة. وقد حكم على الجانية بالسجن مدة 8 أشهر فاستأنفت الحكم الصادر ضدها آملة في تخفيف العقوبة المسلطة عليها. تفاصيل هذه القضية تعود الى شهر افريل 2014 عندما تقدمت فتاة الى السلط الامنية بشكاية أفادت ضمنها انها تتعرض بشكل دائم الى التعنيف من قبل زوجة ابيها وأنها حوّلت حياتها منذ قدومها الى المنزل الى جحيم متواصل اثر وفاة والدتها منذ 8 سنوات وأن والدها يهتم بشؤونها ولا يتوانى عن تحقيق كل رغباتها باعتبارها ابنته الوحيدة. وتتالت الايام على هذا المنوال ونجحت الشاكية في الحصول على الباكالوريا والتحقت بالجامعة. لكن فجأة بدأت حياتها تتخذ منعرجا خطيرا بعد ان تعرّف والدها على المشتكى بها التي تظاهرت بطيبة جعلت الجميع يحبها ونجحت عبرها في نيل رضا والدها الذي سارع بالتقدم لخطبتها ثم الاقتران بها في ظرف وجيز. غير انه بعد فترة من الز واج بدأت حقيقتها تتجلى اذ كانت لا تتوانى عن اهانتها كلما استفردت بها. وقالت المتضرّرة انها تصدّت لزوجة أبيها وأنها طلبت منها عدم التخاطب معها مجددا الا انها كانت تستفزها بشكل دائم. وفي احدى المرات عمدت الى تعنيفها فأعلمت والدها بالأمر الا انه لم يصدق كلامها وظن انها مجرد محاولة منها لافساد الود بينهما لأنها لم تتقبل فكرة زواجه ثانية ومنذ ذلك اليوم علمت ان والدها لن يكون نصيرا لها في علاقتها بزوجته الى ان كان يوم الواقعة اذ لما عادت المتضررة من الجامعة امرتها زوجة أبيها بتنظيف المنزل فلم تمانع درءا للمشاكل وكان ذلك على مرأى من جدتها التي طلبت منها التحلي بالصبر حتى لا تفسد حياة والدها. وبعد أن أتمت أعمال التنظيف تظاهرت امامها بعدم الرضى لكنها لم تكترث لأمرها ودخلت الى غرفتها لكن لم تمض دقائق حتى التحقت بها وشرعت في شتمها عندما سمعت قدوم والدها واتهمتها بالتقصير وعدم الرغبة في مساعدتها فتدخل والدها بالحسنى وطلب منها ان تحاول تقديم العون لها مستقبلا. وقالت المتضرّرة انه رغم انها نفت هذا الاتهام وحاولت ان تثبت ذلك بشهادة جدتها فإنّ لا احد استمع اليها. وفي المساء عندما غادر والدها المنزل اندلعت بينها وبين زوجة أبيها مناوشة جديدة حول أساليب الخداع والكذب التي تستعملها حتى تكيد لها مع والدها فالتقطت حينها عصا غليظة وانهالت بها عليها في اماكن متفرقة من جسدها فتعالى صراخها وهب الاجوار الى نجدتها وخلصوها من قبضتها ولولا ذلك لكانت قد هلكت. وقد تم نقل الفتاة على جناح السرعة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة وتبين وانها تعاني من كسر بيدها وكدمات في انحاء متفرقة من جسدها ومكّنها الاطار الطبي من راحة ب 45 يوما. وقد تمسكت المتضررة بتتبع المظنون فيها من أجل ما نسب اليها. وعلى ضوء هذه الشكاية تم استدعاء المشتكى بها. وباستنطاقها نفت ما نسب اليها واكدت ان التهمة كيدية في حقها وغايتها افساد الود بينها وبين والد الشاكية لكن بتضييق الخناق عليها ومواجهتها بتصريحات الاجوار والشهادة الطبية التي تقدمت بها المتضررة الى السلط الامنية تراجعت في أقوالها واصدحت بالحقيقة كاملة حيث أفادت ان علاقتها بابنة زوجها عدائية منذ يومها الاول وأنها كانت تجاهرها بالعداء والكره رغم انها لم تقترف اي ذنب نحوها وظلت تتحمل استفزازاتها وتلميحاتها علّها تثوب الى رشدها الا انها تمادت فلم تعد قادرة على السكوت فازدادت الخلافات بينهما وتأججت آخرها يوم الواقعة وان مناوشة اندلعت بينهما عمدت على اثرها الشاكية الى جلب عصا غليظة من الحديقة الخارجية للمنزل وانهالت بواسطتها على ظهرها ضربا فصرخت طالبة منها الكفّ عن ذلك لكنها لم تسمع انينها وقالت انه قد تملكها الغضب فافتكت منها العصا وانهالت عليها ضربا مبرحا دون ان تقصد الحاق اضرار بدنية بها. وقد اجريت مكافحة بين الطرفين تمسك خلالها كل طرف منهما بما نسب اليه ,باستشارة النيابة العمومية وجهت للمظنون فيها تهمة الاعتداء بالعنف واحيلت على أنظار الدائرة الجناحية بحالة سراح وقد ادينت ابتدائيا بالسجن فاستأنفت الحكم الصادر ضدها.