أكد رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، خلال ندوة صحفية عقدها لعرض نتائج الزيارة التي أداها الى نيويورك لحضور اشغال الدورة 70 للجمعية العامة للأمم الممتدة أن قرار رفع قانون حالة الطوارئ تم بعد دراسة التقارير الصادرة عن المؤسستين الأمنية و العسكرية، موضحا أن هذا القانون حقق أهدافه المرجوة التي تم بموجبها تفعيله خلال شهر أوت الفارط. و تابع الصيد ، بأن الوضع الأمني تحسن، و أنه لهذه الأسباب تم إقرار رفع قانون حالة الطوارئ. و لاحظ في السياق ذاته أنه رغم تحسن الوضع الأمني في البلاد، فإن بعض المخاطر الإرهابية ما تزال قائمة، إلا أن مستوى خطورتها تقلص. و شدد على أن آفة الإرهاب ليست ظاهرة خاصة بتونس وأنها تهدد أمن كل دول العالم، معقّبا بأن هذه الآفة قد تضرب أمريكا أو فرنسا و غيرها من الدول. و بخصوص تزامن قرار رفع حالة الطوارئ مع تاريخ إنتهاء زيارته لنيويورك، قال الصيد إن هذا القرار سيادي و أنه لا علاقة له بأية أطراف خارجية و لا بالزيارة التي أداها إلى نيويورك، مؤكدا أنه تم تفعيل القرار المذكور دون الرجوع إلى أي طرف خارجي. مكاسب الإنضمام إلى التحالف الدولي ضدّ «داعش» أما عن انضمام تونس إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي و الجماعات المتطرفة و العنيفة فقد، اعتبر رئيس الحكومة أن هذه الخطوة ستمكّن تونس من الحصول على كل المعلومات التي تدعمها في الحرب على الإرهاب، مضيفا أن الإنضمام للحلف المذكور سيتيح لبلادنا الحصول على المعلومات المتعلقة بمكافحة الإرهاب من كل الدول المنضوية تحت راية التحالف الدولي لمحاربة «داعش». و أوضح الصيد في تصريح ل «التونسية» أن مشاركة تونس في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي و المجموعات المتطرفة و العنيفة ستكون مشاركة استراتيجية و سياسية، مستطردا أن انضمام تونس لهذا الحلف يندرج في إطار تبادل المعلومات التي تهم بلادنا في الحرب التي تخوضها على الإرهاب. و لاحظ أن قرار الإنضمام إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش» سيمكن تونس من حيازة كل المعلومات حول وجود مخططات إرهابية قد تستهدفها من دول أخرى، و بالتالي تصبح قادرة على اتخاذ كل الإحتياطات الأمنية اللازمة لمنع حدوث هذه المخططات إن وجدت. و أضاف أن اتخاذ هذا القرار من عدمه من صلاحيات رئيس الجمهورية بما يكفله له الدستور، معقّبا في الأثناء أنه تم تأجيل موعد انعقاد المؤتمر الوطني لمكافحة الإرهاب على خلفية أن تونس أرادت التنسيق مع الأطراف الدولية لمكافحة هذه الظاهرة. وأعلن الصيد أن تونس عرضت، خلال أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إستضافة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي من المنتظر أن ينعقد خلال شهر جانفي 2016 على أراضيها. و اعتبر أن مقاومة الإرهاب مسؤولية كل التونسيين، مشدّدا على ضرورة توفر الدعم الشعبي للمجهودات الأمنية و العسكرية المبذولة للقضاء على الظاهرة، مؤكدا أن مقاومة الإرهاب متواصلة و أن التصدي الأمني لهذا الغول يبقى غير كاف في حال عدم توفر الدعم الشعبي. لا نخاف الإرهاب ونتابع العائدين من سوريا و عن احتمال حدوث ردود أفعال إرهابية على خلفية انضمام تونس للتحالف الدولي ضد «داعش»، قال الصيد إن بلادنا في حالة حرب على الإرهاب و أن هذا الأمر هو هدفها الأساسي و بالتالي فهي لا تخشى الإرهابيين وستواصل خوض حربها ضدهم. كما أشار الصيد إلى أن الأجهزة الأمنية تقوم بمتابعة خاصة للجهاديين العائدين من سوريا. و اعتبر أن امتياز تصنيف تونس كحليف أساسي لأمريكا خارج حلف الناتو هام جدا من حيث توفير الدعم الإستخباراتي و اللوجيستي لبلادنا في الحرب على الإرهاب. ضرورة توفر السّلم الإجتماعية لجلب الإستثمار و اعتبر الصيد أن زيارة نيويورك مهمة و ناجحة، موضحا التحديات الأمنية و الاقتصادية التي تواجهها البلاد، مشيرا الى أن الزيارة كانت فرصة لتبيان موقف تونس من عدة قضايا دولية. و أوضح أنه لوحظ اهتمام دول العالم بالنجاح الذي حققته بلادنا في مرحلة الإنتقال الديمقراطي. و أكد أن أسس تفعيل الخطط التنموية وتكريس التشغيل هي التي توفر السلم الاجتماعية و الكف عن الإضرابات لتفعيل الاستثمارات الداخلية و الأجنبية. وأشار في الأثناء إلى أن الإصلاحات الإقتصادية المبرمجة يجب أن تتم في إطار الحوار مع كل الأطراف الاجتماعية و المدنية. و شدد على أن المرحلة المقبلة من الخماسية هي مرحلة اقتصادية بامتياز. في ألمانيا يوما 4 و 5 نوفمبر كما أعلن الصيد أنه سيؤدي زيارة إلى ألمانيا يومي 4 و 5 نوفمبر القادم، مبينا أن أهداف هذه الزيارة سياسية أمنية و اقتصادية. و ذكر أن ألمانيا عبّرت عن إستعدادها لدعم تونس أمنيا و إقتصاديا خلال المرحلة المقبلة. و عرض رئيس الحكومة سلسلة اللقاءات و الإجتماعات التي عقدها بنيويورك، من بينها جلسات حول محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، و أخرى خاصة بإعتماد أجندا 2030 للتنمية المستدامة و المساواة بين الجنسين وغيرها الى جانب جملة من اللقاءات برؤساء بعض الدول على غرار انجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا وممثل الجمعية العامة للأمم المتحدة و كذلك ممثل الحلف الأطلسي و غيرهم. مواكبة: سنيا البرينصي