مسألة الانتصاب الفوضوي بشوارع العاصمة مشكلة عويصة اتسمت بالكر والفر لاسيما بعد ثورة 14 جانفي 2011 فتارة هناك استفحال لتواجد التجار بشوارع العاصمة وطورا يتم طردهم وتشتيتهم من طرف أعوان التراتيب البلدية , غير أن مسالة الطرد لم ولن تكون حلا جذريا لهذه المشكلة لأن الباعة دوما في حالة تأهب تحسبا لدوريات المراقبة وبالتالي تصبح مسألة البحث عن حل جذري لهذه الظاهرة أمرا ضروريا لأن الانتصاب الفوضوي شوه صورة المدينة وأقلق العديد من المواطنين. ما هي الحلول التي توصلت إليها السلط المعنية لتفادي هذه المشكلة؟ الانتصاب الفوضوي ولئن كان محل تذمر من طرف العديد من المواطنين فانه يعتبر مورد رزق العديد من الفئات الاجتماعية والتي بدونه قد لا تجد قوت يومها ولذلك لابد من حل جذري ينصف المواطن العادي والبائعين ويحافظ علي جمالية المدينة وفي هذا السياق يؤكد مصدر مسؤول بولاية تونس أنه " بتعليمات من السلط المركزية وفي إطار المحافظة على أرزاق الفئات الضعيفة تم الإجتهاد من طرف ولاية تونس لتنظيم ظاهرة الانتصاب الفوضوي في شوارع العاصمة وذلك بتوفير فضاء في شارع قرطاج المعروف سابقا بمقر الشركة التونسية للتوزيع التي هي في الأصل على ملك المجلس الجهوي لولاية تونس وقد تم تخصيص اعتمادات من طرف المجلس الجهوي تقدر ب 260 ألف دينار لتهيئة هذا الفضاء وتم تقديم عروض الطلب ووقع اختيار المقاول الذي انطلق في الأشغال لتهيئة الفضاء وهناك حرص على أن لا تتجاوز مدة الأشغال ثلاثة أشهر, كما طلبنا من الباعة تكوين لجنة تضم خمسة أفراد لإعداد قائمة في التجار المنتصبين لإدراجهم في الفضاء الجديد المخصص لهم". هذا وقد تقبل البائعون من فصيلة الإنتصاب الفوضوي هذه الفكرة على أساس انها حل يضمن تواصل انشطتهم وتامين مصدر رزقهم السيد محمد حميدة "بائع" يقول :" هذا الفضاء هو فرصة جيدة وسانحة للبائعين لتوفير مورد رزق لعائلاتهم والتخلص من الخوف الذي كان يرافقنا من دوريات المراقبة ". وفي نفس السياق يبرز السيد فراس قرامي :" و أخيرا يمكننا العمل باستمرار دون مضايقات ودون هروب في أي لحظة خوفا من الدوريات الأمنية المكلفة بالتراتيب ". وعن نفس المسألة يتحدث السيد محسن العبيدي :" هذا الإجراء مهم لأنه سيساهم في الحد من البطالة خاصة بالنسبة إلى النازحين من المناطق الداخلية". وفي انتظار تهيئة الفضاء الذي من المنتظر أن يحل مشكلة الانتصاب الفوضوي هل ستبقى شوارع العاصمة على تلك الحالة من الفوضى لمدة ثلاثة أشهر؟ هذا السؤال طرحناه على مصدر مسؤول بالشرطة البلدية التابعة لبلدية تونس فبين أن " الظاهرة موجودة وقد سبقتها مراحل صد ثم رجوع لأن حلها ليس بالأمر الهين فالمصالح المعنية تعمل علي الحد من الانتصاب الفوضوي الذي يضايق التجار من أصحاب المحلات الناشطين بطرق قانونية لذلك نحن نواصل يوميا القيام بدوريات للتصدي للباعة المنتصبين في أماكن وشوارع حساسة بالعاصمة ". الحل الوحيد هو الحجز و حتى تكتمل أشغال الفضاء الجديد الذي سوف يأوي قرابة 1000 بائع يواصل التجار الانتصاب في الشوارع الرئيسية للعاصمة وبخصوص الإجراءات اللازمة للحد من تلك الظاهرة يوضح السيد سمير الكافي مراقب تراتيب ببلدية تونس دائرة باب بحر:" قمنا بحجز العديد من الكميات المهولة من البضائع المختلفة ورغم ذلك لم نستطع الحد من الظاهرة لأن التجار يتحيلون وذلك بتقسيم كميات السلع و كلما حجزت كمية يتم جلب أخرى وينسقون مع بعضهم البعض هاتفيا كلما تفطنوا إلى وجود دوريات, لكن المصالح المختصة تلجأ إلى تنظيم حملات بالتنسيق مع الفريق المركزي لمقاومة الانتصاب الفوضوي". الفضاء الجديد الذي سيتم تأهيله يعد خطوة هامة ترضي جميع الأطراف للحفاظ على جمالية المدينة وعدم تعطيل المواطنين من ناحية وإنصاف التجار والمحافظة على مورد رزقهم من ناحية أخرى.