حالة من الفوضى تشهدها قطارات " الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية" ولدت موجة من الاحتجاجات من قبل المسافرين.. خاصة بعد الحادثين اللذين جدا مؤخرا خلال أسبوع واحد..و من ألطاف الله لم يخلفا أية خسائر بشرية .. وقد لمسنا مؤخرا مظاهر انعدام الثقة بين الشركة و حرفائها الذين اصبحوا يخيرون امتطاء وسائل النقل الاخرى و تفضيلها رغم متاعبها هي الاخرى ! "نعتذر لحرفائنا الكرام على التاخير الحاصل في موعد انطلاق القطار"..عبارة شهيرة ترددها يوميا شفاه موظفات الاستقبال..وهي عبارة تثير غضب المسافرين عوضا عن تهدئتهم . تاخيرات القطارات تتزايد يوما بعد يوم و تتضخم دقائق التاخير حتى صارت تناهز الساعة و في بعض الاحيان يقع الغاء بعض الرحلات دون سابق اشعار او لاحق اعتذار... ! لتتقطب ملامح المسافرين و تنفجر شفاههم "بمواويل" من الشتائم و اللعنات ... ! اعوان المحطات يبدون متضايقين من هذه المواقف و يجابهون سخط المسافرين بعدم الاكتراث و أحيانا أخرى يكتفي المسؤول بالقول " انتظروا قليلا انه قادم"..تأخر قطار واحد يتسبب في تعطل سير بقية القطارات لتتعالى الاحتجاجات بين الفينة و الاخرى و تتعدد مطالب التظلم..لكن دون جدوى...من جهة أخرى تكاثرت حوادث القطارات..فهل ضعفت طاقة الانتباه لدى السائقين ؟ام ان الخلل كامن في القطارات؟ التعرض الى متاعب المسافرين في محطات القطار يجب ان لا يحجب مجهودات مراقبي التذاكر في مواجهة صعلكة البعض و محاولاتهم "الترسكية" ..لكن حتى المواطن الذي يقتطع تذكرته فهو لا ينعم بسفرة مريحة.. يصعد بعد طول عناء و دفع و ركل ليجد الاماكن قد حجزت و لم يتبق له من مكان ليضع فيه رجله و لا حديث عن الامتعة و الحقائب !..هذا طبعا دون التعرض الى وسائل الراحة المنعدمة داخل القطار و التي تبقى مجرد شعارات تزين فضاءات الانتظار ... امر مثير للسخرية الى درجة تشعرك برغبة مزدوجة بين البكاء و الضحك...يتحدثون عن الامان و سلامة المسافرين و الواقع يثبت العكس..يتحدثون عن رفاهية السفرة و راحة المسافرين و الواقع ان معظم المسافرين يمضون الساعات اما واقفين او مفترشين ارضية القطار خاصة الان و في ظل استعمال المبرد فأنت لا تتفطن الى نفسك إلا و قطرات الماء تنزل من سقف القطار فوق راسك.. !