الرباط (وكالات) يطلق عليها المغاربة اسم " التريبورتور"، و معروفة في مصر بإسم "التوك توك" و هي موجودة بكثرة في بلدان شرق و جنوب آسيا و أصبحت في السنوات الأخيرة منتشرة في معظم الدول النامية كوسيلة نقل للبضائع و للأشخاص أيضا و اللافت بحسب تقارير إخبارية أن آلاف الدراجات النارية ثلاثية الدراجات المشابهة ل "التوك توك " الصيني أجتاحت الشوارع المغربية و تحولت من وسيلة لنقل البضائع إلى وسيلة لنقل الأشخاص. و مع ما توفره هذه الدراجات ثلاثية العجلات من خدمات إلا أنها باتت معضلة بالنسبة لإدارة المرور المغربية لتسببها في اختناقات مرورية و لم تفلح الحملات الأمنية التي تشنها الشرطة من حين الى آخر على "التريبورتور"، في حل هذه المعضلة. واستطاعت هذه الدراجات النارية ثلاثية العجلات، التي تسمى في المغرب ب"التريبورتور"، أن تتيح العديد من فرص الشغل للشباب العاطلين عن العمل الذين وجدوا فيها مخرجا مؤقتا لبطالتهم، كما لجأت إليها بعض الجمعيات المدنية لإدماج السجناء ذوي السلوك الحسن في المجتمع بعد مرحلة السجن. و تشير إحصائيات الى وجود أزيد من مائة وعشرين ألفا من هذا الصنف من الدراجات تتجول في شوارع المغرب، وهو رقم مرشح للارتفاع باستمرار باعتبار أن البلاد تستورد كل سنة حوالي 24 ألف دراجة ثلاثية العجلات، أغلبها يأتي من الصين. وبدأ انتشار دراجات "التريبورتور" في المغرب في الفترة الأخيرة بانطلاق برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي دشنتها الدولة قبل سنوات قليلة و الرامية إلى ضخ دماء جديدة في مجال التشغيل الذاتي والتكوين والتأهيل المستمر، حيث مُنحت هذه الدراجات لبعض الباعة المتجولين لتطوير تجارتهم وتحسين ظروف عملهم. وتحولت هذه الدراجات بشكل تدريجي من استغلالها في حمل البضائع والسلع المختلفة عبر عربتها التي تجرها في الخلف إلى مآرب أخرى أبدعتها الحاجة إلى توفير لقمة العيش، من خلال توظيفها في نقل الأشخاص والرُّكاب إلى الوجهات التي يطلبونها مقابل مبلغ معين متفق عليه مسبقا، في ما يشبه خدمات النقل التي تؤديها سيارات الأجرة "التاكسي" في البلاد. ولا ينظر العاملون في الحافلات وسيارات الأجرة في البلاد بعين الرضا إلى هذه الدراجات ثلاثية العجلات التي تزاحمهم في مورد رزقهم، وينتقدون السلطات المحلية بغض الطرف عنها أحيانا لاعتبارات اجتماعية وإنسانية، لكون نقل الأشخاص بتلك الطريقة يعد خارج القانون الجاري به العمل. وحوَّل آلاف الشباب العاطل هذه الدراجات الصينية إلى أماكن متنقلة ومتحركة لترويج السلع وبيعها إلى المحلات التجارية، أو عرضها فوق هذه الدراجات للزبائن بدل طرحها على الأرصفة وفي الشوارع، وذلك بهدف ضمان حرية وسهولة التنقل والتملص بسرعة من السلطات المحلية التي تحارب الباعة المتجولين في حملات موسمية تشنها ضدهم.