اثر تعرض طفلتين الى عملية اعتداء بالفاحشة من قبل شابين من ذوي السوابق العدلية تحوّلت «التونسية» الى مكتب مندوبة حماية الطفولة بالكاف السيدة هدى عبودي للتعرف على كيفية تدخل هذه المؤسسة في مثل هذه الحالات ولمعرفة اخر المستجدات بخصوص هذه القضية.. أولا ماهي آخر المستجدات بخصوص حادثة الاعتداء بالفاحشة على الطفلتين منذ يومين؟ تم ايقاف الشابين المتهمين في هذه القضية وهما من ذوي السوابق العدلية سبق وأن قضيا عقوبات سجنية بسبب تعاطيهما لمادة مخدرة. وشابان في مقتبل العمر واحد يبلغ 20 سنة والثاني يبلغ 24 سنة ويقطنون بنفس الحي السكني الذي تقطنه عائلتا الطفلتين.. ففي البداية قامت فرقة الشرطة العدلية بالكاف بالبحث في القضية حيث تمكنت بسرعة من ايقاف المتهم الاول بعد ساعات قليلة من ارتكابه لهذه الفعلة الدنيئة وواصلت بحثها عن الفاعل الثاني وتمكنت من ايقافه مساء وقامت بتقديمهما الى العدالة... ماهو دوركم كمندوب حماية طفولة في مثل هذه الحالات؟ يقوم مندوب حماية الطفولة بمتابعة وضعية الاطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية من الناحية الاجتماعية والنفسية لما يخلفه هذا الاعتداء من أضرار جسيمة على مستوى التوازن النفسي للاطفال ويجعلهم يعيشون حالة من الخوف والاكتئاب والعزوف عن الاتصال بالعالم الخارجي مما قد يدفعهم احيانا الى الانقطاع التلقائي عن الدراسة. ومن هذا المنطلق وضمانا لمصلحة الطفل الفضلى قمنا صبيحة الخميس بمرافقة الطفلتين صحبة أمهاتهما الى الاخصائية النفسانية بمركز الدفاع والادماج الاجتماعي بالكاف حيث تم التعهد بالمتابعة النفسية للطفلتين وسننتقل الى مقر اقامة الطفلتين للاشراف على أول حصة توجيه نفسي لتجنيبهما أعباء التنقل الى المركز بالنظر الى حالتهما النفسية والصحية الصعبة.. كمهتمين بشأن الطفولة بماذا تفسرون كثرة الاعتداءات الجنسية على الاطفال في الفترة الأخيرة؟ هي ليست بالظاهرة الجديدة ,نحن نتعهد بصفة دورية بحالات الاعتداءات الجنسية على الاطفال والتي كانت تعتبر في العهد السابق من الجرائم المسكوت عنها ولا يتم التصريح بها وكشفها لوسائل الاعلام لغايات سياسية . أما الآن وبعد الثورة فقد اصبحت هناك شفافية كبرى في التعامل مع وسائل الاعلام والتي حسب رأينا لها دور كبير في تسليط الضوء على مثل هذه الظواهر الخطيرة التي تهدد طفولتنا ومستقبل بلادنا .. كما أن التطرق الى مثل هذه المسائل وتناولها بالدرس في مختلف وسائل الاعلام سيساهم في نشر ثقافة حقوق الطفل وتشجيع الضحايا وعائلاتهم على الاشعار بمثل هذه الانتهاكات الخطيرة التي تغتصب براءة طفولتنا. الى جانب تعهدكم بمثل هذه الحالات ماهي بقية مهام مندوب حماية الطفولة؟ سلك مندوبي حماية الطفولة هو هيكل يرجع بالنظر الى وزارة شؤون المراة والاسرة. أما بالنسبة الى مهامنا كمندوب حماية الطفولة فنحن نتعهد بكل الحالات التي من شأنها أن تهدد سلامة الطفل النفسية والجسدية ونعني بالطفل كل انسان عمره اقل من 18 سنة .وقد نص الفصل 20 من مجلة حماية الطفل على الحالات التي يتعهد بها مندوب حماية الطفولة والتي من اهمها: فقدان الطفل لوالديه وبقائه بلا سند عائلي ,اعتياد سوء معاملة الطفل,استغلال الطفل جنسيا , استغلال الطفل في الاجرام المنظم ,التقصير البين في التربية والرعاية وعجز الوالدين عن حسن الاحاطة بالطفل. وحال تقبله للاشعار بوجود فعل تهديد مسلط على الطفل يتولى مندوب حماية الطفولة وبعد الحصول على إذن قضائي التأكد من فعل التهديد واتخاذ الاجراءات المناسبة في الغرض ويتمتع في هذا الاطار بصفة الضابطة العدلية ويكون للاجراءات المتخذة في كل الحالات طابع وقائي يكرس مبدأ مصلحة الطفل الفضلى ومبدأ عدم فصله عن عائلته الا في الحالات المتأكدة ليتم ايداعه باحدى المؤسسات الاجتماعية المختصة ويتدخل مندوب حماية الطفولة في اطار عمل شبكي منظم يجمع كل المتدخلين في مجال حماية الطفولة من مؤسسات تربوية وصحية ووحدات امنية ومصالح اجتماعية وسلطات قضائية تسعى جميعها لرفع حالة التهديد وتحقيق مصلحة الطفل.