لا اريد ان أقول يوما : عيد الامس ارحم من عيد اليوم. لا وألف لا. خرجت ذاك اليوم كما اخريات كثيرات من أجل الحرية والكرامة والمساواة وليس من اجل العبودية والظلمات والتراجعات. هذا ما يحدث اليوم في تونس الجميلة لا يحق لك سيدي الكريم ان تعيث بنا وبما ورثناه من جدّاتنا وامهاتنا فالعهد ليس ببعيد ثرنا جميعا وثرنا معك لا لتنصّب نفسك وليا على أمرنا أو وصيا على رأينا او وكيلا على فعلنا. لاتخمدْ صوتنا وتجمد فكرنا وتقطع عملنا. نحن مازلنا هنا نبني معك تونس الحبيبة الحالمة بالحرية والكرامة والمساواة شعار ثورتنا التي حررتك وحررتنا جميعا لم تنم منال البوعلاقي في قبرها السافرة شهيدة الرقاب لتنصب نفسك وليا على أمرها وأمرنا تلك السافرة التي خرجت ذلك اليوم من سنة 2010 لتنهشها رصاص القناصة حين كنت انت مختبئا في جحرك مرتديا لحية وقميصا ونقابا خِفية. كنا نحن وخاصة السافرات من نساء تونس الاحرار. كنا نحن في الشوارع والازقة والحارات نجابه رصاص القناصة وجيوب الرّدة ولم نكن نخطط مثلك لمشاريع هلاك هلاك وهدم لكلّ ما بناه اجدادنا وجدّاتنا أبناؤنا وامهاتنا عبر أجيالهم المختلفة تحطيم لمشروع مجتمعي مرجعيته إرثنا الحضاري وحركتنا الاصلاحية النيّرة المنتفخة على الثقافة والحضارة الانسانية أدواته الفكر والعقل والاجتهاد والتحاور، ديدنه الرّقي والتقدّم محرّكه الانسان في أروع صفاته الانسانية. لم نكن لنفكّر لحظة ونحن نرفع شعار «يا عصابة السراق» ان تسرق منا ثورتنا ان يرتد على مبادئها من كان غائبا ومتفرّجا زمن الصراع جاءت به الاقدار لم نكن لنتصوّر يوما انّ من ساهمت في بناء تونس الحديثة بفكرها وجهدها وساعدها وشيّدت صرحها العلمي والمعرفي ستكون يوما فريسة الجهل والعنف الفكري واللفظي والمادي ستكون يوما لعبة الدجّالين والمشعوذين والدعاة جدل المثقفين والحكام والساسة وأولي الامر يمينا ويسارا. أهذا جزاء نساء تونس الثائرات المبدعات المناضلات الكاسرات لكلّ قيود الظلم؟ أيكون قدرك نساء بلادي النضال المتواصل والمستميت من أجل استكمال مهام ثورتنا وحقنا في الكرامة والحرية والمساواة أيكون مصيرك مصير نساء ايران وافغانستان او جواري الخليج او اماء شرقي اسيا او عبودية القرون الوسطى؟ لا وألف لا. أنت حفيدة عليسة الثائرة على الظلم المشيّدة لقرطاج لؤلؤة المتوسط بدستورها العظيم بشهادة ارسطو فيلسوف الاغريق. قرطاج بعبقريتها الحنبعلية بتانيت آلهتها المقدّسة. قفي وانهضي وسيري في سبل الحياة فمن نام لن تنتظره الحياة على حدّ قول شاعرنا العظيم أبو القاسم الشابي صاحب شعارثورتنا «الشعب يريد» والشعب يريد اليوم أكثر من اي وقت مضى الوفاء لشهدائنا وشهيداتنا الاخلاص لمبادئ ثورتنا الكرامة والحرية والمساواة الشعب يريد المساواة التامة والفعلية بين كلّ تونسيّ وتونسية الشعب يريد ان يحتفل بعيدك ونساء العالم جميعا الشعب يريد ان يعيش شعبي نساء ورجالا في أرض يطيب فيها الحياة لا عنف ولا ردّة ولا خوف ولا استبداد. باقيا على العهد يا تونس الامجاد عبرالزمن تحية لكلّ نساء تونس في عيدهن.