كشف وزير الداخلية لطفي بن جدو خلال ندوة صحفية بوزارة الداخلية أن تنظيم أنصار الشريعة مرتبط بكتيبة عقبة بن نافع التي يتزعّمها المدعو أبو مصعب عبد الودود والتابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الإرهابي ومتورطة في الأحداث الإرهابية التي شهدتها تونس في الآونة الأخيرة. وقال بن جدو ان الحقائق التي قام بعرضها كل من مدير الأمن العمومي والناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خلال نفس الندوة تستند الى عمليات تحقيق موثقة، مؤكدا أنه لا يمكن الجزم في الوقت الحالي بضلوع أي جهة أجنبية في العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس . وأكّد وزير الداخلية أنّه سيتم في إطار تصنيف تنظيم أنصار الشريعة تنظيما إرهابيا حظر جميع أنشطته وتجريم أي انتماء له أو تقديم أي تمويل وأي شكل من أشكال المساعدة له مؤكدا على كل من انتمى لهذا التنظيم ولم تتلوث يداه بأن يتبرأ من أنصار الشريعة. جناح مسلح من جانب اخر تطرق الوزير الى أن مجهودات قوات الأمن أفضت الى القبض على شبان بمدينة حمام الشط ليتم الكشف عن وجود تنظيم هيكلي يتضمن جناحا عسكريا وأمنيا لتنظيم أنصار الشريعة مهمته التخطيط والاتصالات والتنفيذ، مؤكدا أن قوات الجيش والأمن تتقدم في حصر والقبض على العناصر المورطة أو المشتبه في علاقتها بالارهاب . وأبرز محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أن قوات الأمن تمكنت من احباط عدة مخططات استهدفت عدة مناطق ومؤسسات حيوية من بنوك و مراكز أمنية وعسكرية كما تم ضبط أسلحة وذخائر ولوحات منجمية كانت ستستعمل في عمليات ارهابية. من ناحية أخرى كشفت وزارة الداخلية عن تمكنها من القاء القبض على عدد من المنتسبين للمجموعة الارهابية المتحصنة بالشعانبي اضافة الى تمكنها من كشف النقاب عن فتاة من مواليد 1996 كانت تقوم بعملية تجنيد المراهقات والطلبة لجهاد النكاح بالشعانبي وقال المدير العام للأمن العمومي مصطفى الطيب بن عمر إنّ الوحدات الأمنيّة توصّلت خلال التحقيقات إلى تخطيط لسلسلة من الاغتيالات لشخصيات سياسيّة بدرجة أولى وإعلاميّة وأمنية وعسكريّة بدرجة ثانية كاشفا عن القائمة الكاملة للشخصيات التي كانت مستهدفة. تأخر القرار وجاءت هذه الندوة الصحفية التفصيلية بعد يوم من اعلان علي العريض رئيس الحكومة تصنيف أنصار الشريعة منظمة ارهابية، في وقت شهدت فيه البلاد تهديدا مباشرا من قبل مجموعات ارهابية. واعتبر المتابعون أن هذا القرار جاء متأخرا ، وأنه جاء قبل حيز زمني قصير من أن تحدث الكارثة، وبعد تحرك كبير وواسع لقوات الأمن والجيش في الاونة الأخيرة للتصدي للتهديدات الارهابية والمخططات الخطيرة التي كانت تستهدف أمن البلاد والعباد. ولئن لا يمكن بحال من الأحوال الحكم على النوايا فإنه بامكان الأجهزة الأمنية ان توفرت الارادة أن توقف نزيفا كان سيمتد طويلا، فكيف لا تنطلق وزارة الداخلية و تلجأ للقضاءحتى وقت تبرز فيه عناوين وكتب ارهابية محرضة على القتال وحمل السلاح وقتل كل من يخالف أصحابها دون موجب ولا سؤال ولا طلب استتابة ؟ بعد سياسي القرار الذي أعلن عنه العريض لا يمكن أن يوضع في خانة خارج توقيته اليوم بالذات وان نفى رئيس الحكومة أن يكون لهذا القرار دخل في الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد وان حث وزير الداخلية الرأي العام والمجتمع المدني والأحزاب والاعلام على عدم تأويل هذا القرار تأويلات خارج سياقها الأمني. ويؤكد المتابعون أن هذا القرار أراد به علي العريض تبرير عدم استقالته هو وحكومته الى اليوم رغم أن أغلبية المكونات السياسية تدعوه الى ذلك، وأن المنظمات الوطنية الكبرى كالاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة يرون في استقالة الحكومة خطوة لازمة للخروج من الأزمة العامة التي تخنق البلاد والأزمة السياسية خاصة التي تعرقل أي ومضة امل. التهديد مستمر من جانب اخر كان قاضي التحقيق بالمكتب 13 بالمحكمة الإبتدائية أصدر يوم الإربعاء 21 أوت 2013 بطاقة جلب وطنية ودولية ضد سيف الله بن حسين المكنى ب أبوعياض وذلك على خلفية الاعترافات التي قدمها المتورطون في قضية شكري بلعيد وأحداث الشعانبي . كما أصدر قاضي التحقيق بطاقة جلب وطنية ودولية ضد المدعو محمد العوادي وشهرته ‹›الطويل›› للإشتباه في تورطه في قيادة الجناح العسكري لتنظيم أنصار الشريعة. وتواصل القوى الأمنية جهدها وعملها الذي أدى الى مداهمة عدد من المنازل في كثير من الجهات والأحياء الحزامية للعاصمة يشتبه في ايوائها لعناصر خطيرة، كما تم اعتقال عشرات الأفراد المورطين في العنف والسلاح والانتماء الى خلايا ارهابية. وأكدت اخر التسريبات الحاصلة عن عملية الشعانبي أن العناصر التي تم القبض عليها على خلفية أحداث الشعانبي أفادت بمعلومات تؤكد بأن هذه الخلية الارهابية كانت تحضر لعمليات تفجير داخل المدن وجهزت نفسها لتطوير نشاطها وخلق حالة رعب وفوضى عارمة بالبلاد غير أن مخططها أحبط وتواصل قوات الجيش عمليات القصف والتطويق لجبل الشعانبي ومختلف المناطق القريبة منه. قائمة المستهدفين نوفل الورتاني، مية الجريبي، سلمى بكار،سفيان بن فرحات، العميد الحبيب الكزدغلي، هيثم المكيّ، الطيب البكوش، صلاح الدين الزحاف، خميس قسيلة، لينا بن مهنّي وشقيقها فوزي، وداد بوشماوي، المنجي الرحوي، محمد الطالبي، ألفة يوسف، عامر لعريّض، فريد الباجي، النوري بوزيد، لطفي لعماري