أكدت وزارة الشؤون الدينية، اليوم الإربعاء 13 جويلية 2016، أنه قد تم استجواب الإمام الخطيب بجامع السلام بحي النصر من ولاية أريانة بسبب ما احتوته خطبته يوم عيد الفطر من آراء وانطباعات حول بعض الأشخاص ونعتهم بالتقصير في مقاومة الإرهاب وحول ما ورد في هذه الخطبة من أنّ الدولة ليس لها مقاربة شاملة في مكافحة ظاهرة الإرهاب. وأفادت الوزارة في بلاغ نشرته على موقعها الالكتروني أنه لم تقع الإشارة في نصّ استجواب هذا الإمام لموضوع شبكات التسفير إلى بؤر التوتّر أو غيرها خلافا لما تم تداوله في بعض الصحف والمواقع الالكترونية من معلومات تتعلّق باستجوابه على خلفيّة تعرّضه في خطبة العيد لشبكات التسفير إلى سوريا. وبينت أن الإمام علي غربال الذي تمّت إعادته إلى الخطابة سنة 2015، رغم أنّه أعفي منها في السّابق، ورغم عدم اختصاصه في العلوم الإسلاميّة، وادّعائه أنّه شيخ زيتوني، فقد تمّ تشريكه في عديد الأنشطة التي تنظّمها الوزارة خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب وفي الإعلام الديني، ولكنّه لم يكن قادرا على النأي بالخطبة الجمعيّة عن الآراء الشخصيّة والانطباعات والمواقف الذاتية التي لها فضاءاتها ومجالاتها. كما ذكّرت الوزارة أن الأصل في الخطب المنبريّة أن تكون خطبا دينيّة مؤصّلة من القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، منفتحة على واقعها بعيدا عن كلّ أشكال التوظيف والسبّ والشتم بالتصريح أو التلميح باعتبار أنّ المساجد تجمع ولا تفرّق، وهو ما نصّ عليه صراحة الفصل السّادس من الدستور. وأكدت حرصها على حياد المساجد عن التجاذبات الحزبيّة والإيديولوجيّة داعية كافة الأئمّة الخطباء إلى الحرص على أن تكون خطبهم الجمعيّة تبني ولا تهدم، تجمع ولا تفرّق، بعيدة عن الإسفاف والرجم بالغيب والتّهم المجانيّة، فاعلة في مكافحة الإرهاب ومحاصرة أسبابه ، وذلك في إطار الاستراتيجيّة الوطنيّة متكاملة الأبعاد في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرّف. كما دعت الوزارة مختلف وسائل الإعلام التي اهتمّت بالموضوع إلى تناوله بصفة مجرّدة والاستماع إلى رأي الوزارة وعدم الخوض فيه من جانب واحد. يشار إلى أن وزارة الشؤون الدينة قد أرسلت يوم 8 جويلية استجوابا إلى الإمام الخطيب علي غربال حول مضمون خطبة العيد. وعبر الامام الخطيب في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك عن استغرابه من موقف وزارة الشؤون الدينية من بعث استجواب له مؤكدا في الوقت ذاته انه غير عابئ باجراءات الوزارة حتى في صورة عزله و مشددا أنه على حق و أن الخزي و العار لتجار الدين القدامى و الجدد و لمن باع عقيدته بالكراسي حسب تعبيره.