تونس(وات)- "ثنائية الحياة والموت وقضية الصراع ضد الاحتلال البشع من أجل البقاء" ذلك ما اعتبره المخرج التونسي شوقي الماجري في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء /وات/ المغزى الاساسي لأول فيلم روائي طويل له "مملكة النمل" الذي قدمه يوم الجمعة في عرض خاص بالصحفيين بقاعة المونديال بالعاصمة . وبين شوقي الماجري في ذات السياق أنه حاول تقديم اقتراح فكري جمالي متخيل للقضية الفلسطينية عبر طرح عالمين الأول "فوق الأرض" الذي يرمز للمعيش اليومي الأليم للاراضي الفلسطينيةالمحتلة التي تتعرض لقصف يومي ودمار خلفته جرافات تهدم الديار ومروحيات ودبابات ترسل حمما تحصد أرواح الأبرياء . أما العالم الثاني فهو "باطن الأرض" حيث توجد سراديب ومغارات تصل مدن فلسطين دون عناء فيها السكينة والأمان فهي ملجأ للعشاق ومرفأ سلام للمقاومين، هي مملكة النمل التي يحرسها رجل مسن يدعى أبو نمل" /الممثل جميل عواد/ يجمع فيها عظام الشهداء وينتشلها من الدنس والنسيان . فالشيخ "أبو نمل" والعجوز "خضرة" /الممثلة جولييت عواد/ التي لا تخشى جنود الاحتلال وتفرغ شحنة آلامها وتريح صبرها وقوتها بسيجارة تحرق لهيب قهرها من ظلم جنود الاحتلال الاسرائيلي، شخصيتان تمثلان جيل الاسبقين الذي يحفظ الذاكرة ويرعى الاجيال اللاحقة . جيل اليوم في فلسطين الذي يقاوم بكل الاساليب لكي يبقى ويعيش ويترك من يخلفه عبر عنه مخرج العمل بشخصيتي "جليلة" /الممثلة صبا مبارك/ و"طارق" /الممثل منذر رياحنة/ وهما زوجان مناضلان فجليلة تلد ابنها في زنزانة وطارق لا يرى ابنه طيلة 12 عاما . وهنا تبرز صورة جيل الغد وهم أطفال الانتفاضة الذين مثلوا في العمل بشخصية الطفل "سالم" ابن جليلة وطارق، الذي تحمل مسؤولية مبكرة وأخذ على عاتقه معركة التصدي ومحاربة الاستعمار بالحجارة والصمود الى ان استشهد قبل ان يرى والده المجاهد . ورغم الطابع التراجيدي الذي يغلب على أحداث الفيلم باعتبار ان القضية المطروحة تحمل في حد ذاتها معركة ضمان التواصل والوجود على "الأرض" بين اليهود والفلسطينيين، الا ان الاستشراف بالانفراج والتغلب على قوة المستعمر بدا جليا في نهاية الفيلم حيث قرر الفلسطينيون الرد على ضربات المستعمر باستمرار عملية الانجاب لضمان البقاء الفلسطيني مع الأجيال المقبلة التي ستخوض المعركة بدورها حتى النصر. الفيلم تم تصويره في عدة مناطق من سوريا سنة 2010 وفي عدة جهات تونسية على غرار الهوارية وسلقطة وقصور الساف واوذنة لما تتميز به من خصوصيات طبيعية تتماشى مع احداث الفيلم. وستنطلق العروض التجارية لفيلم "مملكة النمل" بداية من يوم 3 أكتوبر 2012 بخمس قاعات هي المونديال والبرناس بالعاصمة واميلكار بالمنار وزفير بالمرسى ومدار بقرطاج .