على صفحته بالفايسبوك دوّن منسّق حركة مشروع تونس و القيادي السابق بنداء تونس محسن مرزوق رسالة وجهها إلى أصغر شهيدة زفتها بن قردان إلى مثواها الأخير، إبنة 12 ربيعا سارة الموثق. عيد النساء، عيدك يا سارة سارّة الموثق. يا ابنتي التي لم أنجبها. ولم تكبر هي لكي تنجب طفلة مثلها ذات يوم. ولكنها بدون إرادتها كبرت في غفلة من بنقردان فأنجبت بموتها الصباحي وطنها من جديد وأنجبتنا وأنجبتني في شكل الرصاصة التي قتلتها. هذا العيد يا ابنتي، 8 مارس، هو عيدك. فأنت أيتها الطفلة تلخصين المرأة كلها. اسمك: سارة، من أقدم أسماء النساء في التاريخ وكان على شفة النبي ابراهيم ابونا جميعا. رأيت الدمعة في عين أبيك الطبيعي لم تنزل أمام زواره. سيتذوق طعمها المالح لوحده لأن شهامة رجال الجنوب تمنعهم من الاعلان العلني لبكاؤهم. ورأيت شهادئك المدرسية. قال الريبورتاج التلفزيوني أنك لم تكملي تلوين رسومك التي تتألقين في خلقها. وقد أخطأ الريبورتاج. فقد لونت أهم رسم في حياتك القصيرة. هو رسم العلم بلونه الذي هو لون دمك. ابنتي التي لم أنجب سارة. أنا تونسي يقضي جانبا من وقته منذ سنوات في السياسة، ولا قدرة للغة السياسة التي يحذقها أن تقف بكلمة واحدة من قاموسها أمام تراجيديا موتك. لذلك اقبلي مني هذه الكلمات التي تنبت على تراب القلب. حيث سياسة الروح. موتك أبلغ منا جميعا. من حديثنا وصورنا واستعاراتنا. واسمك في مقام بلاغة نشيدنا الوطني. "سارة" هو أحد مفاتيح التاريخ الحضاري للانسان. و"موثق" رمز للعروة الوثقى التي تربط الروح بالعلم. فما أبلغ المعاني فيك اسما واستشهادا ومكانا وزمانا وصوتا ورائحة. وطن الشهيدة الصغيرة، ابنتنا وحبيبتنا الطفلة "سارة الموثق" لن يهزم أبدا.