أثارت وفاة الرضيع "أيّوب" جدلا واسعا في تونس، ذلك أن ظروف وفاته صدمت كثيرا من التونسيون الذين عبّروا عن تعاطفهم مع عائلة الطّفل، خاصة وأن ى الروايات المتداولة تقول إن أيوب توفى بعد رفض مستشفى قابس استقباله بسبب الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا . وروى والد الطفل أنّ المستشفى المحلي في الحامة رفض استقبال ابنه الذي كان يعاني من صعوبة في التنفس، للاشتباه في إصابته بفيروس كورونا، وقد تم تمكينه من وصفة طبية وطُلب منه العودة إلى المنزل. وأضاف أنّ الحالة الصحية لأيوب تعكّرت بعد يوم، فنقله إلى طبيب خاص طلب منه نقله إلى مستشفى الحامة لأنّ حالته تتطلّب إسعافه بوضع تحت جهاز التنفس، والذي حوّله بدوره الى مستشفى قابس لكنه رفض استقباله لا لشيء إلاّ لأنه قادم من الحامة. وأضاف والد أيوب: "رفضوا استقبالنا ومكّنونا فقط من جهاز تنفس وطلبوا من زوجتي وضعه بنفسها وهي مفترشة الأرض رفقة رضيعها في البهو الخارجي من المستشفى لساعات، قبل أن يطلب مدير المستشفى الجهوي نقل ابني إلى قسم الانعاش أين فارق الحياة ". وقد أثارت وفاة الطفل أيوب الذي يبلغ من العمر عاما وأربعة أشهر جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أدان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الإهمال الطبي الذي كان سببا مباشرا في وفاة الرضيع. وكتبت الناشطة السياسية والحقوقية نزيهة رجيبة "هل حكمتم عليه بالموت لأنه قادم من الحامة؟ رتحت منا يا أيوب ومن البلاد التي تقتل الملائكة". وعلق السياسي والإعلامي برهان بسيس: "القصة المتداولة عن وفاة الرضيع أيوب في الحامة.... تحتاج إلى من يوضح تفاصيلها. عدى ذلك فإن المتداول يشير إلى فضيحة دولة وفضيحة مجتمع." وكتب المحامي والناشط السياسي مكرم عفيفي تدوينة قال فيها "أنت حامّي! ستنى غادي... سيكذبون ويدلسون تحليل أيوب ليتنصلوا من المسؤولية ولتغطية جريمتهم في حقه... أيوب قتله الإهمال الطبي .حسبنا الله ونعم الوكيل." وأذنت وزارة الصحة اليوم الإثنين بإجراء تفقد طبي وإداري حول ظروف وفاة الرضيع أيوب، قصد تقييم عملية التعهد بالرضيع منذ وصوله إلى المستشفى. يأتي ذلك بعد أن نفى مدير عام الهياكل العمومية بوزارة الصحة محمد مقداد، أمس الأحد، وفاة الرضيع بالمستشفى الجهوي بسبب إصابته بفيروس كورونا المستجد. وأوضح مقداد، أن الرضيع كان التحق بقسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بقابس مساء الجمعة 21 أوت وهو يعاني من ضيق حاد في التنفس، وتم التعهد به فور وصوله من قبل أستاذة جامعية والإطار شبه الطبي بالمستشفى الذين تولوا إسعافه بواسطة التنفس الاصطناعي قبل وضعه تحت المراقبة الطبية، وإجراء تحليل كوفيد-19 عليه. وأضاف المسؤول بالوزارة، أن حالة الرضيع تعكرت صباح السبت، وتم الاتفاق بين الإطار الطبي على توجيهه إلى المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس، ليفارق الرضيع الحياة عند الحصول على طلب نقله إلى المستشفى المذكور.