راجتْ في الأيّام القليلة الماضية أنباء حول سعي مكونات سياسية في تونس الى تشكيل جبهة موحدة تضم رئيس الجمهورية قيس سعيد والاتحاد العام التونسي للشغل . جبهة بقيادة قيس سعيد وحول هذا الموضوع، أكد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في حوار نشر في جريدة " الشارع المغاربي" أول امس الثلاثاء "ان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد يقود جبهة وطنية تضم التيار الديمقراطي وحركة الشعب واتحاد الشغل في مواجهة الاسلام السياسي وحلفائه. واوضح المغزاوي ان الرئيس استقبل ممثلي الحزبين حيث تناول عملية تقييم لفترة ما بعد الثورة ووقع الاتفاق على عقد لقاءات أخرى مؤكدا ان لقاءات انتُظمت كذلك مع الاتحاد العام التونسي للشغل الذي قرر تقديم مبادرة للرئيس. وأكد المغزاوي وجود تناسق في المواقف بين حركة الشعب ورئيس الجمهورية والاتحاد والتيار الديمقراطي مشدّدا على أهميّة إجراء حوارات والبحث عن حلول للوضع الاقتصادي الذي تتخبط فيه البلاد وليس السعي وراء التموقعات السياسية. بدورها، أوضحت النائب عن الكتلة الديمقراطية ليلى الحداد بخصوص إمكانية قيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد لجبهة وطنية تضم الكتلة الديمقراطية واتحاد الشغل أن هذا التوجه يأتي في إطار الوضع المالي الصعب والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد. وقالت الحداد إن تدخل رئيس الجمهورية يأتي في إطار بسط الأمن القومي العام من خلال إيجاد حلول في إخراج تونس من هذا المأزق الاقتصادي الاجتماعي وبحث الحلول الجدية. وأفادت الحداد أن هذه الجبهة لها تصور إصلاحي في إطار إنقاذ ما يمكن إنقاذه معتبرة أن هذا المشروع جدي، داعية جميع القوى الاجتماعية والمدنية والأحزاب السياسية للانخراط في هذا المشروع ليكون حوارا شاملا بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة. الاتّحاد ينفي ورغم زعم هذه الاطراف انضمام اتحاد الشغل لهذه الجبهة، الا ان الاتحاد نفى وعلى لسان امينه العام ما قيل حول التحاقه بهذا المكوّن السياسي. وقال الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي ان الاتحاد غير معني بالجبهة السياسية مع التيار الديمقراطي وحركة الشعب ومع رئيس الجمهورية قيس سعيد . واضاف الطبوبي " نحن فقط طرحنا على الرئيس وبعض الاطياف السياسية خطة لانقاذ البلاد من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي المتأزم". وتابع نور الدين الطبوبي " في تونس هنالك مؤسسات منتخبة لذلك من الصعب العودة لحوار وطني على غرار 2014 . وقال " الظرف يختلف تماما على سنة 2014 ويجب ان يكون هنالك حوار شامل فيه كثير من الوعي وبعيد عن المحاصصات السياسية ".مضيفا " رئيس الجمهورية هو القادر على لعب هذا الدور بما انه شخصية جامعة منتخبة ". جبهة لا تستقيم قانونيّا في المقابل، علق الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، على ما تم الإفصاح عنه حول إمكانية قيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد لجبهة وطنية تضم التيار الديمقراطي وحركة الشعب والاتحاد العام التونسي للشغل. وفي تدوينة له على الفايسبوك، اعتبر الشابي أن دعوة بعض الأحزاب إلى إقامة جبهة سياسية تحت قيادة رئيس الجمهورية و بمشاركة اتحاد الشغل، هي دعوة لا تستقيم بكل المقاييس. وفسّر عصام الشابي أن اتحاد الشغل بعد أن حرره الزعيم الحبيب عاشور من قيود الجبهة القومية باستقالته من الديوان السياسي للحزب الدستوري، استعاد مكانته الطبيعية كصرح اجتماعي تقدمي وخيمة سياسية وطنية لا يمكن أن يعود إلى مربع القيود السياسية ولو كانت تحت يافطات براقة. وأكد الشابي أن الدستور يمنع على رئيس الدولة تحمل أية مسؤوليات حزبية حتى يتفرغ لمهامه كرئيس لكل التونسيين. وقال "لا أخال أن الدستور يجيز له تزعم جبهة سياسية في تعارض مع نصه وروحه". وتابع "زد على ذلك فان الرئيس قيس سعيد ما فتئ يعلن ان دور الاحزاب السياسية قد انتهى و ان المستقبل سيكون للمبادرات الشعبية المباشرة ، و مع ذلك لازالت بعض الأحزاب تصر إلحاحا على العمل تحت إمرته و تدعوه الى تزعم جبهة سياسية جديدة. إنه بؤس السياسة، أو سياسة البؤس !".