تحدّث محمد عبو الوزير السابق في حكومة الفخفاخ، والأمين العام المستقيل من حزب التيار الديمقراطي، في تصريح لقناة التاسعة مساء الجمعة 15 جانفي 2021، عن رئيسة الحزب الدستوري الحرّ، وقال إنّ دفاعها عن المنظومة السابقة في عهد بن علي يقلقنه. ثم استطرد قائلا: "الماضي ليس مشكلا ولم يعد يهمّنا وكثير من الذين كانوا مع عبير موسي أصبحوا أصدقاءنا بعد الثورة لكن هي بقيت متمسكة بالنظام السابق وهو نظام قمع وتعذيب. أخطأ أو لم يخطئ حتى الآن الأخطاء موجودة، أقول لها عليك بنسيان نظام بن علي ولا تدافعي عنه كوني جزءا من الثورة وليس لنا إشكال آخر معك وكوني شفافة في المسألة المالية. ليس لي معلومة دقيقة حول هذه المسألة، قيل عن الكثير مثلها ولا يمكن لي آن أقبل كل ما يقال، ولكن عليها أن تقنعنا في هذا الموضوع". وتابع معلّقا على تضامن عبير موسي مع النائب سامية عبّو التي كانت مضربة عن الطعام بمجلس نواب الشعب: "هناك موضوع آخر، فأنا إنساني، أقول ذلك رغم أنّ النهضويين سيستخدمونه، فقد قامت بحركة اليوم مع سامية عبّو التي قالت لنائبة من النهضة، كنا نضرب معا ضد عبير موسي واليوم عبير تدافع عنّي ضدّكم.. يعطيها الصحة وأشكرها بالمناسبة". وأثار هذا التصريح صدمة جديدة لمتابعي مسار التصريحات التي يدلي بها محمد عبّو منذ فقدانه الحقيبة الوزارية باستقالة حكومة إلياس الفخفاخ، فقد أثار استنكار أغلب الطبقة السياسية والحقوقية، وحتى أمين عام حزبه السابق التيار الديمقراطي غازي الشواشي، عندما دعا عبّو رئيس الجمهورية إلى استخدام الجيش لاستعمال صلاحيات استثنائية في إدارة البلاد من قصر قرطاج. ثأر شخصي وانتقام ودوّن المحلل السياسي الحبيب بوعجيلة عن الظهور الأخير لمحمد عبّو "حجم الموضوعية واللطف اللذين تحدث بهما محمد عبو عن عبير الفاشية صدمني.. حجم استعداده للتثبت من الإشاعات التي قيلت حولها وتأكيده بأسلوبه في الكلام أنها يمكن ان تكون بريئة حتى تثبت إدانتها، على عكس ما تعامل به مع النهضة، ملأ حلقي بالمرارة.. استعداده الضمني للاشتراك معها في "المعركة الكبيرة" لو تعقلت ذبحني اكثر مما أثارني كلام مبروك كورشيد الشبيه به". وأضاف بوعجيلة: "حين تصبح السياسة ثأرا شخصيا وانتقاما من أجل الذات تصبح عمى استراتيجيا.. أشفق على مسار وأنصار مسار تأتيهم خيبات ممن صنعوا عنهم في أذهانهم صورا مفترضة واحسد خصوم ثورة ممن صنعوا في الضفة المقابلة لهم رموزا يستقوون بشهاداتهم على المسار في اللحظة المناسبة". ورغم أنّ محمد عبّو غادر حزب التيار الديمقراطي نهائيا، إلاّ أنّ مواقفه ظلت تحسب على هذا الحزب، وذلك بالنظر إلى البعد العائلي، حيث ظلت زوجته سامية قيادية في الحزب ونائبا عنه في البرلمان، إلاّ أنّ رافضي تصريحات عبّو يحسبونها على التيار الديمقراطي ويشيرون إلى أنصار هذا الحزب الذين يروجون آراءه الجديدة ويدافعون عنها، ما يشير إلى انقسام في الرأي داخل التيار الديمقراطي. وذلك ما دفع بناشطة من أنصار الحزب إلى الانسحاب منه. ودوّنت ريم المهيري، على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي: كنت من أشدّ أنصار التيار الديموقراطي وأكثرهم دفاعا عنه على مواقع التواصل الاجتماعي.. وكان عندي دائما أمل في إصلاحه، كنت نشوف فيه حزب المستقبل، الحزب الي باش يحمي الثورة من الانحراف على مسارها.. للأسف الشعور هذا كل يوم ينقص عندي والبارح وصلت لقناعة أن التيّار أصبح حزب عائلة عبو التي عندها مشاكل شخصية مع شخصيات من النهضة ويحاولوا تصفية هذه المشاكل عن طريق حزبهم.. أعلن ابتداء من اليوم أن هذا الحزب لا يمثلني وأعلن القطيعة الكاملة معه". وأضاف المهيري: "تصريح محمد عبو في قناة التاسعة وما سبقه قبلها من تصرفات غريبة من البعض من قيادييه في ما يخص علاقتهم الغريبة مع حزب الفاشية عبير موسي يجعلني على قناعة تامة أن هذا الحزب لم يعد يمثل مبادئ الثورة". التحريض الجنائي اتّهم محمد عبّو، في حواره على قناة التاسعة، القضاء بالتواطؤ مع حركة النهضة وحمايتها من التحقيق في شبهات فساد، حسب زعمه. وقال عبّو إنّه رفع قضية في هذا الملف لكنّ القضاء بقي "متفرّجا". وحذّر محمد عبّو من السيناريو الذي يتوقّعه، وهو أن يأتي اليوم الذي يهجم فيه الناس على مقرات حركة النهضة. وأضاف: "إذا القضاء سيظلّ يتفرّج، أقول له ستظل تتفرج حتى إذا وقع الاعتداء على ممتلكات النهضة". وعلّق "النوري"، من فرنسا، على هذا التصريح المعاد نشره على باب نات، قائلا: "بعد فشله وهزيمته في التخلص من النهضة من الناحية الإيديولوجية ها هو يحاول الاعتداء عليها أخلاقيّا وبالفساد !!!محاولات فاشلة لأنه تعامل مع الفاسدين ولم يقل شيئا بل حاول تبريرهم". ويشير هذا التعليق إلى دفاع محمد عبّو على إلياس الفخفاخ في ملف تضارب المصالح المتعلق به والذي أثبتته تقارير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. كما علّق "كريم يوسف" في الموقع ذاته: "أمنية عبو أن يقع إيقاف النهضويين وأن يتكفل هو باستنطاقهم وتعذيبهم. وبما أن حقده أعمى اترك لكم تصور بقية القصة".