أكد الرئيس السابق المنصف المرزوقي أن تونس تتخبط في وضعية غير مسبوقة تظافرت عليها ثلاث أزمات في نفس الوقت ولها "الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي وباء الكورونا والأزمة الاقتصادية التي فاقمتها الأزمة الصحية مما أدى لتسارع انهيار الطبقة الوسطى نحو الفقر وغرق الطبقة الفقيرة في مزيد من المعاناة و الأزمة السياسية التي تشهد تعطل الدولة والتهديد المتزايد للدستور ومؤسساته وتصاعد الاحتقان السياسي بين كل الأطراف ،مما يشكل تهديدا على وحدة وطنية مطلوبة أكثر من أي وقت مضى" وفق تعبيره" وأضاف المرزوقي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" أنه عانى الأمرّين من صعوبة ممارسة الحكم ومن سهولة نقده معربا عن تعاطفه مع قيس سعيد رئيس الجمهورية وراشد الغنوشي رئيس البرلمان وهشام المشيشي رئيس الحكومة، داعيا اياهم الى وضع الأهمّ فوق المهمّ، ومصلحة الدولة والشعب فوق كل اعتبار. وتابع المرزوقي أنه لا حل اليوم للأزمة إلا بهدنة سياسية توقف كل صراع حول صلاحيات واضحة المعالم في الدستور "على الأقل لحد انتهاء الأزمة الصحية"وعدم تضييع مزيد من الوقت في سجالات لا طائل من ورائها لأحد وخاصة للبلاد، وإنهاء الخلاف الحالي بخصوص تركيب الحكومة يحفظ ماء الوجه للجميع ويمكّن هذه الحكومة من التفرغ لأهم مهامها أي محاربة الوباء وتخفيف المعاناة الاقتصادية عن الشعب. كما اعتبر أن ما يتطلبه الوضع الدقيق وما يفرضه الواجب على الطبقة السياسية والإعلامية تخفيض الاحتقان الحالي بوقف كل حملات التصعيد السياسي والإعلامي وخاصة تهديد طرف بعزل رئيس منتخب وطرف آخر بعزل رئيس برلمان هو الآخر منتخب مبينا ان مثل هذه الحملات شبيهة بالتحريض على الفوضى والتقاتل بين أفراد طاقم سفينة بصدد الغرق أي أنها اللامسوؤلية مجسدة في أقوال وأفعال وأشخاص. وقال المرزوقي " التظاهر السلمي للتعبير عن موقف سياسي وللدفاع عنه في إطار القانون ودون التعدي على الأمن الجمهوري الذي لا علاقة له اليوم ببوليس الدكتاتورية، حق ضمنه الدستور ولا يجوز لأحد في التعرض له. لكن على المظاهرات أيا كانت القوى السياسية التي تدعمها ألا تكون للتجييش وصب الزيت على النار وبث الكراهية بيننا". كما دعا كل الأطراف لأقصى قدر من ضبط النفس واللسان حتى لا يكون العنف اللفظي من أي طرف كان تمهيدا للعنف الجسدي الذي نجحنا والحمد لله في حماية شعبنا منه. كما بين انه من واجب كل المواطنين والمواطنات في كل المستويات من المسؤولية السياسية والاقتصادية والإعلامية والاعتبارية تجنيد كل طاقاتهم والتدخل أينما وجدوا وبالصيغة التي يرونها الأصلح لوقف منحى خطير يقود تونس نحو المجهول.