أصدر الرئيس الأسبق المنصف المرزوقيبياناتوجه به إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي، طلب فيه منهم وضع الأهمّ فوق المهمّ، ومصلحة الدولة والشعب فوق كل اعتبار مهما بدا شرعيا، لأنه لا حل اليوم حسب رأيه للأزمة إلا بهدنة سياسية توقف كل صراع حول صلاحيات واضحة المعالم في الدستور – على الأقل لحد انتهاء الازمة الصحية – وعدم تضييع مزيد من الوقت في سجالات لا طائل من ورائها لأحد وخاصة للبلاد. كما طلب منهم المرزوقي إنهاء الخلاف الحالي بخصوص تركيب الحكومة "يحفظ ماء الوجه للجميع ويمكّن هذه الحكومة من التفرغ لأهم مهامها أي محاربة الوباء وتخفيف المعاناة الاقتصادية عن الشعب". وتابع المرزوقي أن ما يتطلبه الوضع الدقيق وما يفرضه الواجب على الطبقة السياسية والإعلامية تخفيض الاحتقان الحالي بوقف كل حملات التصعيد السياسي والإعلامي وخاصة تهديد طرف بعزل رئيس منتخب وطرف آخر بعزل رئيس برلمان هو الآخر منتخب، معتبرا أن "مثل هذه الحملات شبيهة بالتحريض على الفوضى والتقاتل بين أفراد طاقم سفينة بصدد الغرق أي أنها اللامسوؤلية مجسدة في أقوال وأفعال وأشخاص." واعتبر الرئيس الأسبق أن التظاهر السلمي للتعبير عن موقف سياسي وللدفاع عنه في إطار القانون "ودون التعدي على الأمن الجمهوري الذي لا علاقة له اليوم ببوليس الدكتاتورية"، حق ضمنه الدستور ولا يجوز لأحد في التعرض له، لكن "على المظاهرات أيا كانت القوى السياسية التي تدعمها ألا تكون للتجييش وصب الزيت على النار وبث الكراهية بيننا. ومن ثم أدعو كل الأطراف لأقصى قدر من ضبط النفس واللسان حتى لا يكون العنف اللفظي من أي طرف كان تمهيدا للعنف الجسدي الذي نجحنا والحمد لله في حماية شعبنا منه"، مؤكدا في ذات السياق أنه من واجب كل المواطنين والمواطنات في كل المستويات من المسؤولية السياسية والاقتصادية والإعلامية والاعتبارية تجنيد كل طاقاتهم والتدخل أينما وجدوا وبالصيغة التي يرونها الأصلح لوقف منحى خطير يقود تونس نحو المجهول"إن واجبنا جميعا كمواطنين في هذه الظروف البالغة الصعوبة التحلّي بأقصى قدر من المسؤولية والرصانة لندعم بعضنا البعض ونرفع معنويات بعضنا البعض ونعيد للشعب احترامه للساهرين على الشأن العام وثقته في التضحيات التي يطلبونها منه. هكذا سنعبر جميعا إلى برّ الأمان ونحفظ لتونس أي للتونسيين والتونسيات مستقبلا يحقق أحلام الشهداء وكل الذين بنوا هذا الوطن على مرّ العقود."