انتظمت مساء امس الندوة الافتراضية لجمعية "أحباء الطيور " AAO/BirdLife en Tunisie) بالتعاون مع الادارة العامة للغابات و شبكة أطفال الأرض ومركز البحوث و الدراسات تور دو فالات" Tour du Valat" و نتدرج هذه الندوة في أطار الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي حمل هذا العام شعار "المياه الأراضي الرطبة والحياة لا ينفصلون". و خلال افتتاح فعليات الندوة الافتراضية قال رئيس جمعية أحباء الطيور الهادي عيسى أن الجمعية عملت منذ أربعة عقود على حماية الطيور و الأنظمة البيولوجية التي تعيش فيها مشيرا الى أن المناطق الرطبة لأغلب الطيور المهاجرة التي تزور تونس و لذلك دأبت الجمعية منذ سنة 2002على القيام بالتعداد السنوي الشتوي للطيور المائية في اطار برنامج عالمي تقوم به 150 دولة. و لم يخفي رئيس جمعية أحباء الطيور مخاوفه من مصير المناطق الرطبة التي تمثل ملاذ أغلب الطيور المهاجرة حيث أكد أن عددا منها يتعرض للانتهاكات بشكل يوم و قد يصبح التدارك مستحيلا اذا لم يتم توفير حماية فعلية لهذه الأنظمة البيئية و أضاف قائلا أن سبخة السيجومي التي تكتسب أهمية عالمية من حيث التنوع البيولوجي أصبحت مصبا لفضلات مواد البناء على مرأى الجميع. من جهته اعتبر المدير العام للغابات محمد بوفروة أن هناك شراكة استراتيجية بين الادارة العامة للغابات و جمعية أحباء الطيور تهدف الى حماية الطيور التونسية حيث انشأ الطرفان منصة الكترونية تحمل أسم stop braconnage تهدف الى تشريك المواطنين في التبليغ عن عملية الصيد العشوائي و قنص الأصناف المحمية اضافة الى انجاز عدة برامج مشتركة تهدف الى حماية المناطق الرطبة على غرار سبخة السيجومي. وقد كانت الندوة الافتراضية مناسبة قدم خلالها المنسق العلمي لجمعية أحباء الطيور هشام الزفزاف نتائج التعداد الشتوي للطيور المائية لسنة 2021 الذي كشف أن عدد الطيور المهاجرة التي زارت تونس خلال هذا الشتاء تجاوز 500 ألف طائر و احتلت سبخة السيجومي المرتبة الأولى من حيث الأهمية الايكولوجية حيث زارها هذا العام أكثر من 126 ألف طائر تليها سبخة أريانة بقرابة 89565 طائر . و أشار الزفزاف الى أن التعداد الشتوي للطيور المائية لهذا العام كشف أيضا تراجعا من حيث عدد أصناف الطيور التي جاءت لقضاء فصل الشتاء في تونس حيث بلغ العدد الأقصى لأصناف الطيور المهاجرة في منطقة رطبة واحد 45 صنف و تم تسجيل هذا الرقم في سبخة السليمان و اعتبر المنسق العلمي لجمعية أحباء الطيور أن تراجع عدد أصناف الطيور في المناطق يشير الى الانتهاكات التي تطال هذه الأنظمة البيئية بسبب الانشطة البشرية و التغيرات المناخية. من جهتها كشفت سمر الكيلاني المكلفة بمشروع "سبخة السيجومي " في جمعية أحباء الطيور أن هذه المنطقة الرطبة الحضارية تستقبل لوحدها خمس الطيور المائية المهاجرة نحام الفي فصل الشتاء كما أنها مقصد ثلث أعداد الوردي بالبلاد التونسية . و رغم كل هذاء الثراء بيئي تهدد سبخة السيجومي عدة أخطار منها الزحف العمراني و التلوث لمن التهديد الأكبر يكمن في مشروع التهيئة العمرانية الذي تعتزم وزارة التجهيز و الاسكان انشاءه دون مراعة لخصائص البيئية التي جعلت من سبخة السيجومي تصنف ضمن اتفاقيات "رامسار" و "زيكو" الخاصة بالمناطق الرطبة ذات الأهمية كبيرة.و أضافت كيلاني أن المجتمع المدني يلعب اليوم دورا بالغ الأهمية في الحفاظ على هذا الوسط البيئي حيث أطلقت جمعية أحباء الطيور و شبكة أطفال الأرض مؤخرا وحدة مراقبة للطيور المائية في سبخة السيجومي من سكان المناطق المجاورة لها و يتمثل دورهم الأساسي في متابعة الوضع البيئي بكل دقة و الابلاغ عن أي متغيرات.و شارك في الندوة الافتراضية البيئية خبراء من مركز البحوث و الدراسات تور دو فالات Tour du Valat الذين قدموا عدة مشاريع بالشراكة مع جمعية أحباء الطيور تهدف الى حماية المناطق الرطبة في تونس و في منطقة المتوسط على غرار التحالف المتوسطي من أجل المناطق الرطبة و شبكة الطيور المائية بالمتوسط (ROEM).