قالت الصحفية الأمريكية فيفيان يي إنّها التقت مع زملائها مع قيس سعيد في قصر قرطاج، دون أن يسمح لها بطرح سؤال وحيد. وأضافت صحفية نيويورك تايمز، في تغريدة على حسابها بتويتر قدمت بها مقالها عن قيس سعيد والأحداث الأخيرة، المنشور اليوم الأحد 1 أوت بموقع نيويورك تايمز: "لقد جئت لأبلغ عن الانهيار المحتمل للديمقراطية في تونس وتم احتجازي لفترة وجيزة. ثم تلقيت محاضرة عن دستور الولاياتالمتحدة من رئيس تونس الذي تعهد بالحفاظ على حرية الصحافة لكنه لم يسمح لي بطرح سؤال واحد". وكانت رئاسة الجمهورية نشرت أوّل أمس الجمعة تسجيلا لاستقبال سعيد لصحفيي من "نيويورك تايمز" الأمريكية ظهر فيه سعيّد يتحدث لمدة عشر دقائق مخاطبا الصحفيين الثلاثة الذين كانوا دون أي أدوات صحفية، وبدوا منصتين فقط. وتروي الصحفية الأمريكية أنّ "الرجل الذي حذره المنتقدون من أنه يمكن أن يصبح ديكتاتور تونس القادم أغمض عينيه وردد: "مرحبًا بكم في تونس، حيث حرية التعبير محمية دون أي تدخل في الحريات الشخصية على الإطلاق". ونقلت عن سعيد استشهاده بقولة للرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول: "لماذا تعتقد أنه في سن 67، سأبدأ مسيرتي المهنية كديكتاتور؟". وترى فيفيان يي، وهي مديرة مكتب نيويورك تايمز في القاهرة، أنّ "عقدًا من البطالة المستعصية، والفقر المتزايد، والفساد المنتشر ، والمأزق السياسي - والآن الوباء - قضى على الثقة في الحكومة. وتدفق التونسيون مرة أخرى إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير ، مما أعطى السيد سعيد فرصة للاستيلاء على السلطة". وروت الصحفية الأمريكية أنّ شابا تونسيا من المتحمسين لما أقدم عليه قيس سعيد، أجابها: "ماذا فعلت الديمقراطية لنا؟"، ولاحظت "كان صندوق الاقتراع هو الذي أوصل السيد سعيد إلى السلطة في عام 2019". وأشارت إلى أنّه تم يوم الجمعة، القبض على ياسين العياري "نائب مؤيد للثورة في البرلمان ومنتقد متكرر للجيش". وذكّرت الصحفية بما تعارضت له هي وزملاؤها عندما تم احتجازها الأربعاء الماضي في مركز للشرطة بحي التضامن مدة ساعتين واستجواب أحد زملائها. بعد ساعتين، ثم سمح لهم بالذهاب مع تحذير بالتوقف عن العمل في الحي. وقالت فيفيان إن ذلك لم يحدث في تونس بعد الربيع العربي. وكان من المفترض أن تكون تونس مختلفة، وفق تعبيرها. وتابع المقال: "على الرغم من أننا طلبنا إجراء مقابلة مع الرئيس في وقت سابق من الأسبوع ، إلا أنه بعد أن أضاء تويتر والدوائر السياسية المحلية بأخبار ما كان يسمى "اعتقالنا" ، اتصل بي رئيس المراسم السيد سعيد صباح يوم الجمعة. هل يمكن أن نكون في القصر في ساعة واحدة بالضبط ، مرتدين ملابس مناسبة؟ كان السيد سعيد ، غافلاً عن دراما الساق ، يقول إن "الصعوبات" التي واجهناها نحن وسائل الإعلام الإخبارية كانت غير مقصودة. وقال إنها حدثت لأن "البعض يعتزم جعل الرئاسة تبدو سيئة". وقد اعتقدت الصحفية الأمريكية أنّها وجدت فرصة لمقابلة صحفية مع قيس سعيد، لكن، كما اتضح، "تمت دعوتنا لإلقاء محاضرة"، تقول فيفيان يي. وتمضي الصحفية في وصف قيس سعيد: "الرئيس أستاذ قانون سابق ، كان صوته مدويًا جدًا لدرجة أنني كنت أتخيله في قاعة محاضراته القديمة.. في وقت من الأوقات ، التقط حزمة من الأوراق من طاولة صغيرة من الرخام والذهب إلى يمينه. لقد كانت نسخة مطبوعة من دستور الولاياتالمتحدة ، والتي تضاءلت كرامتها إلى حد ما بسبب حقيقة أنه تم تجميعها معًا بواسطة مشبك ورقي". وتابع المقال: "لقد سلط الضوء على جزء منها باللون الأصفر، والذي قرأه بالفرنسية: نحن شعب الولاياتالمتحدة، من أجل تشكيل اتحاد أكثر كمالا. قال: "لقد درس ودرّس الوثيقة لأكثر من ثلاثة عقود. لقد احترمها. لقد كان دستورًا "عظيمًا". وقال إنه مثلما اضطر القادة الأمريكيون مثل أبراهام لنكولن إلى اتخاذ إجراءات مشددة للحفاظ على النظام ، يجب عليه ذلك أيضًا". وأشارت الصحفية إلى أنّه عندما بدأ أحد زملائها في الترجمة، أُمر بالتوقف. وأضافت: "أدركنا أنه سيتم نشر مقطع فيديو للحلقة بأكملها على صفحة الرئاسة الرسمية على فايسبوك ، وربما كان هذا هو السبب في أنه من المهم أن نكون صامتين ، نحن الجمهور. ونقلت عن سعيد أنّ قال: "هذه ليست مقابلة صحفية". وأضافت أنّه قدم إشارة سريعة إلى المشاكل الداخلية للولايات المتحدة، وقال: "ربما رأيتم من واشنطن، كيف أريقت الدماء"، مشيرا بشكل غير مباشر أحداث الشغب 6 جانفي 2021 في مبنى الكونغرس، عندما هاجم أنصار ترامب المبنى واقتحموه، وأحال على من وصفهم ب "اللصوص" في البرلمان التونسي الذين "عبثوا" بالمؤسسات. وعلّقت الصحفية الأمريكية على هذه الإحالة ساخرة: "المفارقة المضحكة الحاصلة من هذا اللقاء مع قيس سعيد، هو أنّ صحفي من بلد تتعرض فيه الديمقراطية لضغوط يسافر للكتابة عن تهديد لديمقراطية دولة أخرى، فإذا بالرجل نفسه الذي قد يهددها في تلك الدولة يذكره بالفجوة بين المثل الأمريكية والواقع الأمريكي". وأضافت "مساء الجمعة ، ظهر فيديو الاجتماع على صفحة السيد سعيد على فايسبوك. لم يذكر اعتقالنا ولم يظهر لنا محاولة طرح الأسئلة. كنا مجرد ديكور". وأشار الصحفية إلى أبرز تعليقات أنصار قيس سعيد على الفيديو الذي نشر بالصفحة الرسمية للرئاسة، وكانت كلها متحمّسة له، حيث علّق أحدهم مخاطبا سعيد "علّمهم ماذا تعني الحرية".