حثّ وزير سابق في عهد زين العابدين بن علي ومدير حملته الانتخابية، قيس سعيد على عدم التراجع والتسريع بتنفيذ ما عزم عليه حتى لا يخسر النقاط وتتكون التحالفات ضدّه، وفق تعبيره. وقال إنّه لا يرى انسجاما فيما يحصل من تعيينات أو قرارات، حسب قوله. ودوّن الصادق شعبان وزير العدل (1992-1997) ووزير التعليم العالي (1999-2004) ثم المستشار الخاص لبن علي، مخاطبا قيس سعيد متحمّسا للقرارات التي أقدم عليها يوم 25 جويلية الماضي: "حذار فأنت تخسر النقاط.. إنك منذ 25 جويلية تخسر النقاط. ما قمت به عظيم. وشجاعتك أنقذت تونس. وعرفت متى تلتقف نداء الشعب. وهبّ إليك وساندك. وأنا معك. كنت وأبقى". وأضاف قائلا: "التدابير الاستثنائية هي لإعادة الدولة. فاعمل على إعادة الدولة. ليست الدولة بمؤسساتها الحالية التي لفظها الشعب ولم يعد لها أية شرعية. وليس من مصلحتهم هم أيضا العودة. عودة البرلمان إن حصلت تكون كارثية". وتابع شعبان يحرّض قيس سعيد على أن ينفّذ مشروعه دون حوار أو الرجوع إلى أي طرف: "غيّر الدستور واستفت الشعب فيه. غيّر القانون الانتخابي واستفت الشعب فيه. حدد أجالا لهذا وانتخابات تشريعية جديدة. كوّن حكومة الآن، تهتم لك بالجانب الاقتصادي الذي هو الجانب الخطير واهتم أنت مباشرة بالجانب السياسي. ضع كل هذا في خارطة طريق وأعلن عنها للشعب. طمئن الناس في الداخل وطمئن شركائك الدول المؤثرة والمؤسسات المالية". ومضى الصادق الشعبان في تحريضه: "ما يحصل ليس فيه المهنية السياسية الكاملة. لا تفتح كل الجبهات أمامك. ولا تترك المجال للتحالفات المضادة ..اضبط خارطة الطريق. ولو تصحح فيما بعد. وأعلن عنها .لا أريدك أن تخسر النقاط". جدير بالذكر أنّ الصادق شعبان الذي كلّفه زين العابدين بن علي بإدارة حملته الانتخابية (1999) أصدر عددا من المؤلفات التي تعتبر تنظيرا لسياسات بن علي. ومنها "دعوة حنبعل أو تجديد عهد" و"النظام السياسي بتونس" و"بن علي والطريق إلى التعددية" و"نهاية الجغرافيا وعودة التاريخ، نحن والعولمة" و"من ديمقراطية المعتقدات إلى ديمقراطية البرامج". ويشار إلى أنّ شعبان انضمّ إلى حزب مشروع تونس بقيادة محسن مرزوق ثم استقال في جويلية 2019.