قدم الوزير الأسبق الدكتور الصادق شعبان جملة من النصائح العملية لرئيس الجمهورية قيس سعيد بدأها ب"العفو صديقي...كتبت ونصحت ... لا مصلحة عندي سواء مصلحة الوطن ... وقد تبيّن الأيام صحة ما قلت..غضب مني البعض ... ورحّب الكثيرون ... ولكني ماضي في طريقي وهو الطريق الصحيح ...العفو إن سوف أحرج ... فهذا في مصلحة البلاد والعباد ... وفي مصلحتك أنت..." وكشف الصادق شعبان في تدوينة على صفحته ثمان نقاط على قيس سعيد اتباعه وهي: أولا: لا تدخل البلاد في مغامرات... اكتفِ بما يريده الناس.. النظام الرئاسي والتصويت على الأفراد... تخلّى عن البناء القاعدي والاقتصاد الأهلي، فهما أقل ما يقال فيهما عبث ومغامرات.. ثانيا: استمع إلى الحساسيات السياسية وإلى المنظمات الوطنية وإلى كبار الجمعيات، وخذ بما يشيرون به قدر الإمكان، فإدارة الدولة تقتضي ذلك... ثالثا: اعط للحكومة هامش عمل كبير في المجال الاقتصادي والاجتماعي، واتركها تبادر، وغيّر إن توجب التغيير، وأشر عليها بالاستماع إلى الناس، وحماية مصالهم، وتحسين ظروف عيشهم، وطمئن رجال الأعمال في هذه المرحلة الانتقالية، واخلق مناخ استثمار جديد... هذا للحكومة الحالية... أما حكومة المستقبل فلها عمل كبير ينتظرها وعليها الاستشراف والتخطيط لتدارك ما فات واللحاق بركب النمو... رابعا: نشّط العلاقات مع الحكومات الصديقة ومع المؤسسات المالية الدولية، فتونس منذ زمن بعيد تعيش من هذه العلاقات الطيبة، وهؤلاء ليسوا أعداء وكانوا معك في البداية... تفهموا مسار جويلية، وعرفوا أن منظومة 2011 لفظها الشعب... طلبوا فقط تأسيس ديمقراطية حقيقية في أسرع وقت.. ونصحوا بتشريك الأطراف في كبار الإصلاحات.. خامسا: لا تستخفّ بالتعيينات في المناصب العليا للدولة، فكل تعيين خاطئ له كلفة كبيرة، وكل شغور يرتب خسارة.. واعلم أن أغلب الكفاءات الكبرى عملت مع الرئيس الراحل زين العابدين بن علي ...فحاول ان تجعلهم من صفّك وبدونهم لن تتقدم كثيرا... سادسا: ابحث دائما عن وحدة البلاد، وعن استمرار الدولة، وعن الاستقرار... وحِّد وصالِح ... لا تنسى أنك رئيس كل التونسيين... ورئيس الدولة الضامن لوحدتها الساهر على استمرارها... والصلاحيات التي تمارسها بالفصل 80 والفصل 72 إنما تمارسها بهذه الصفة ولهذه الأهداف... سابعا: وضّح المسار، حتى يقدر الناس السير معك، واعلَم أن من كان معك يوم 25 جويلية لا يريد العودة إلى الوراء وفي نفس الوقت الخوض في مغامرات... إنهم يريدون منك اتباع ما قلته لك الآن ... فلا تخذله ولا تتركه ييأس... ثامنا: لا يستهويك التصفيق والتهليل... كن متيقظا منتبها ... وحذاري من أي طريق خاطئ ، فمن معك يتخلى عنك في منتصف الطريق..." وختم الصادق شعبان بالقول "نحن نريد أن نبني معك ... لا نقبل بأي هدم ... وتاريخ تونس قديم ثري ولم يبدأ الآن"...