كشف سليم خلبوس، الوزير الأسبق للتعليم العالي والعضو الدائم في مجلس الفرنكوفونية، أنّ المجلس الدائم للفرنكوفونية قرر اليوم الثلاثاء تأجيل تنظيم القمة العالمية للفرنكوفونية المقررة في جربة في شهر نوفمبر المقبل، لمدة عام آخر. ويشار إلى أنّه كان قد تم تأجيل عقد القمة في مناسبتين سابقتين بسبب انتشار فيروس كورونا في العالم. وكان عقد هذه القمة محور عدة لقاءات عقدها قيس سعيد مع الأمينة العامة للمنظمة الدولية، وأيضا محو اتصاله الأخير بالرئيس الفرنسي ماكرون. وأمس الإثنين قال قيس سعيد خلال مراسم أداء الحكومة التي عيّنها اليمين الدستورية، إنّ هناك "شخصا"، لم يذكر اسمه، يعمل على تعطيل عقد القمة. ومنذ ثلاثة أيام كتب جان لويس روي، الأمين العام الفخري للفرنكوفونية، مقالا في موقع ledevoir الكندي، تحدث فيه عن دواعي تأجيل عقد القمة في مناسبات سابقة، وقال إنّ الوباء لم يعد يمثل عقبة، "إلا أن عدوى أخرى أصابت تونس في الأشهر الثلاثة الماضية. الفيروس الذي يحمله يهاجم القيم الديمقراطية وسيادة القانون والفصل بين السلطات وحقوق الإنسان". وأشار روي إلى أنّ قيس سعيد أقال، في جويلية الماضي، رئيس الحكومة وعلّق البرلمان ورفع الحصانة عن جميع أعضائه، بالإضافة إلى منح سلطات واسعة إلى المحاكم العسكرية، وإيقاف برلمانيين ووضع شخصيات عامة تحت الإقامة الجبرية، ومنع عديد الأشخاص من السفر إلى الخارج. وأخيرًا في سبتمبر الماضي ، علق قيس سعيد العمل بالدستور وأعلن أنه سيحكم بمرسوم ويرأس السلطة التنفيذية بنفسه، وتكون القرارات الرئاسية أعلى قيمة من الأحكام الدستورية. وتأتي هذه التطورات السياسية في تونس، حسب الأمين العام الفخري للفرنكوفونية، في نفس اللحظة التي ستجتمع فيها القمة الفرنكوفونية. وأشار كاتب المقال إلى أنّ الدول الأعضاء في الفرنكوفونية ستقترح في هذه القمة، بالتأكيد، قرارات ونصوص تحتفي بحرية الإنسان، والقيم الديمقراطية، وسيادة القانون، والفصل بين السلطات. كما سيتم في قرارات أخرى إدانة مغتصبي السلطة، خاصة في مالي وغينيا كوناكري، المدانين بإسقاط الحكومات المنتخبة، كما فعل مضيف قادة الدولة الفرنكوفونية، الرئيس التونسي قيس سعيد. ويرى جان لويس روي، أنّه لو عقدت القمة في تونس، سيكون التزام الفرنكوفونية بالديمقراطية بمثابة خديعة. وستصبح المواثيق والنصوص التي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنع النزاعات، مجرّد مخطوطات من عصر آخر، وفق تعبير الكاتب. وختم الكاتب مقاله بالدعوة إلى "تلافي عمل فاشل"، وتأجيل هذه القمة، مع ذكر أسباب هذا التأجيل بوضوح. من جانب آخر، قالت وزارة الخارجية التونسية مساء اليوم، إنّ الوزير عثمان الجرندي، أجرى مكالمات هاتفية مع نظرائه وزراء خارجية مصر ولبنان وموريتانيا والنيجر والكونغو الديمقراطية وبوركينافاسو والكاميرون، وكاتب الدولة الفرنسي المكلف بالفرنكوفونية. وتناولت هذه الاتصالات "تنظيم القمة 18 للفرنكوفونية بجزيرة جربة حيث أكد الوزراء على أهمية عقدها بصفة حضورية ودعمهم لتونس ومساندتها من أجل إنجاح هذا الاستحقاق الدولي"، حسب البيان.