قال ياسين الجلاصي نقيب الصحافيين التونسيين إنّ الواقع الذي أصبح يعاينه الصحافيون في ظل "سلطة 25 جويلية"، هو انتهاك حق النفاذ إلى المعلومة والصوت الواحد في وسائل الإعلام والمحاكمات وعدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بمستقبل البلاد السياسي ووضعها الاقتصادي. وأضاف الجلاصي، في كلمته في ندوة "حقوق الصحفيين دعامة لصحافة الصالح العام وحقوق الإنسان"، التي تعقدها اليوم نقابة الصحافيين بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بحضور رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين: "كنا نتمنى الاحتفال بيوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتونس على صورة أحسن تليق بها وتحفظ مكانتها التي كانت تتميز بها على أنّها من الدول الرائدة إقليميا في مجال حرية التعبير والصحافة". ونبّه الجلاصي إلى أنّ تونس التي خسرت درجة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة سنة 2021 بسبب ممارسات الحكومة السابقة، مهددة اليوم بالتأخر درجات في الواقع الجديد الذي أصبحت فيه ممارسة مهنة الصحافة مستحيلة وحياة الصحافيين في خطر، حسب تعبيره. وأشار نقيب الصحافيين إلى أنّ النقابة تعقد ندوتها في ظرف سياسي متقلّب يُنتهك فيه يوميا حق النفاذ إلى المعلومة وتنتهك حرية الصحافة والتعبير والآراء الحرة ويحاكم أصحاب الرأي والصحافيين أمام المحاكم وخاصة القضاء العسكري. وذكر المتحدث أنّه منذ 25 جويلية فاق عدد الذين أحيلوا على القضاء العسكري، عدد الذين أحيلوا طيلة 10 سنوات مضت. "وهو رقم مخيف"، حسب تعبيره. وتابع الجلاصي: "نحن إزاء سلطة لا تتكلم سواء في رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة والوزارات، ولا تخاطب شعبها ولا وسائل الإعلام". وذكّر الجلاصي بالندوة الصحفية التي عقدها قيس سعيد، دون حضور الصحافيين، وقال: "كنّا نتوقّع أن تنحدر الأوضاع، ولكن ليس إلى هذا الحدّ بندوة صحفية دون صحافيين، وهو قمة العبث وانتهاك حق الصحافيين وحق المواطنين في المعلومة لأنّ الدور الوسيط الذي تمثله الصحافة بين الدولة والشعب لا يمكن إلغاؤه والسلطة لا تعترف بهذا الحق وتعامل مواطنيها على أنّهم رعايا".