حضر كمال الفقي والي تونس، اليوم الأحد، في شارع الحبيب بورقيبة تظاهرة سياسية نظمها أنصار قيس سعيد. واحتفى الوالي، المعيّن من قبل قيس سعيد ومعروف بنشاطه في حملته الانتخابية، بهذه التظاهرة ومنظميها. وقال في تصريح صحفي، نقله موقع "تونسكوب": "نزلت لأحيّي الناس لإقامة تظاهرتهم بشكل ديمقراطي بكل الوسائل المدنية التي يطلب بها الناس الحقوق ليبلغوا أصواتهم للسلطة العامة". وأضاف: "الشعب كاملا، مطمئنّ والناس جاؤوا من كل الجهات ومن بعض الأحزاب ومن بعض التوجهات التي قد تكون مختلفة وقد تكون متجانسة". وتابع: "أحسن من هكذا تعبير عن رقي الشعب التونسي "ما ثماش" (لا يوجد)". وردّا على سؤال يتعلق بقرار المنع من استخدام شارع الحبيب بورقيبة، الذي جوبه به معارضو الانقلاب، قال: "لم نمنع التظاهر السياسي بشارع الحبيب بورقيبة بل خصصنا شارع الحبيب بورقيبة للعمل الثقافي والإبداعي من أجل التسهيل على الشعب التونسي أن يتوجه للعمل الثقافي والإبداعي في شوارع الرئيسية، باعتبار أن هذا الشارع صار يشهد حالة من الغليان غير مسبوقة وتذمرت بعض المحلات التجارية من تلك الوضعية، لذا يستجيب الوالي بأن يخصص هذا الشارع للعمل الثقافي والإبداعي والاجتماعي". وأضاف الفقي: "حين يتعلق الأمر بتظاهرة سياسية يتم الأمر بالتنسيق بيني وبين أعوان الأمن ووزارة الداخلية، وعندما تكون "حاجة" بسيطة يكفي رئيس المنطقة أو مدير الإقليم، وإذا كانت أكبر فالنظر لوزارة الداخلية. وإذا لمسنا أنّ هناك ضرورة لنفسح لهم المجال فلا مانع من ذلك، وشروطنا هو أن تنحصر التحركات في الحدود التي نرسمها". وكان الوالي أعلن في وقت سابق أنه قرر منع التظاهرات في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، وأنه "تم تخصيص شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة لممارسة الأنشطة الإبداعية والثقافية والسياحية والاستعراضية لا غير". وذكر بلاغ الوالي، أنه "تم تحويل التظاهرات الأخرى إلى ساحة حقوق الإنسان أو إحدى الساحات العمومية الأخرى بشارع محمد الخامس". وقال مؤيّدو قيس سعيد في تظاهرتهم اليوم الأحد إنّهم يدعمونه لإعادة صياغة الدستور. ورفعوا شعارات تقول "الشعب يريد محاسبة الفاسدين" و"لا للتدخل الأجنبي" و"الشعب يدعم سعيد في تطهير البلاد". وأشارت وكالة "رويترز" في تغطيتها للتظاهرة إلى أنّ تجمّع أنصار سعيد في وسط تونس العاصمة "أقل حشدا من احتجاجات نظمتها المعارضة في الآونة الأخيرة".